سبعيتان، ويجريان في خمس مواضع من القرآن هذا، وقوله في سورة "الأنبياء": {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} وقوله في "العنكبوت": {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}، وقوله في "سبأ": {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} وقوله في سورة "الزمر": {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}. اهـ. "شيخنا".
{وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ}؛ أي: وتصدقوا بعض ما أعطيناكم من الرزق والعطاء، وأدوا الزكاة الواجبة شكرًا له على نعمه الجزيلة، ورأفةً بعباده الفقراء، وسدًّا لخلتهم، وإيجادًا للتضامن والتعاون بين الأخوة في الدين {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}. {سِرًّا}؛ أي: خفية {وَعَلَانِيَةً}؛ أي: جهرًا؛ أي: أنفقوها إنفاق سر وخفية في صدقة التطوع، وإنفاق جهر وعلانية في صدقة الواجب. قيل: أراد (?) بهذا الإنفاق إخراج الزكاة الواجبة، وقيل: أراد به جميع الإنفاق في جميع وجوه الخير والبر، وحمله على العموم أولى؛ ليدخل فيه إخراج الزكاة والإنفاق في جميع وجوه البر، والمراد: حث المؤمنين على الشكر لنعم الله تعالى بالعبادة البدنية والمالية، وعلى ترك التمتع بمتاع الدنيا، كما هو صنيع الكفرة، وإنما خصهم (?) بالإضافة تنويهًا لهم وتنبيهًا على أنهم المقيمون لحقوق العبودية. وهذان الفعلان (?): إما مجزومان في جواب أمر محذوف؛ أي: قل لهم أقيموا الصلاة، فإن قلت لهم ذلك .. يقيموا الصلاة، أو مجزومان بلام أمرٍ مقدر؛ أي: ليقيموا الصلاة؛ أي: الواجبة.
قوله: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ} قال في "الإرشاد": الظاهر أن {مِنْ} متعلقة بـ {يُنْفِقُوا} {يَوْمٌ} هو يوم القيامة {لَا بَيْعٌ فِيهِ} فيبتاع المقصر ما يتلافى تقصيره به، وتخصيص (?) البيع بالذكر؛ لاستلزام نفيه نفي الشراء {وَلَا خِلَالٌ} فيه؛ أي: ولا مخالة وصداقة فيه، فيشفع له خليل، والمراد بالمخالة المنفية: المخالة بسبب