للمفعول، و {الكتاب} رفع به أيضًا، والضمير في {عنده} في هذه القراءات الثلاث عائد على {الله} تعالى، و {من} لابتداء الغاية، أي: ومن عند الله سبحانه وتعالى حصل علم القرآن؛ لأن أحدًا لا يعمله إلا من تعليمه.
ولما (?) أمر الله سبحانه نبيه أن يحتج عليهم بشهادة الله على رسالته، ولا يكون ذلك إلا بإظهار القرآن، ولا يعلم العبد كون القرآن معجزًا إلا بعد العلم بما فيه من أسراره .. بين الله تعالى أن هذا العلم لا يحصل إلا من عند الله تعالى.
خلاصة ما في هذه السورة (?)
ترى مما تقدم في تفسير هذه السورة أنها اشتملت على الأمور الآتية:
1 - إقامة الأدلة على التوحيد بما يرى من خلق السماوات والأرض، والجبال والأنهار، والزرع والنبات على اختلاف ألوانه وأشكاله، وهذا تفصيل لما أجمله في السورة قبلها من قوله: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ في السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}.
2 - إثبات البعث ويوم القيامة، والتعجب من إنكارهم له.
3 - استعجالهم العذاب من الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبيان أنه واقع بهم لا محالة، كما وقع لمن قبلهم من الأمم الغابرة.
4 - بيان أن للإنسان ملائكة تحفظه وتحرسه، وتكتب عليه ما يكتسبه من الحسنات والسيئات بأمر الله.
5 - ضرب الأمثال لمن يعبد الله وحده ولمن يعبد الأصنام بالسيل والزبد الرابي.
6 - بيان حال المتقين الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم