[41]

المشركون من أهل مكة وغيرهم نزول ما وعدناهم أو شكوا في ذلك، ولم يروا {أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ}؛ أي: أرض الكفرة من مكة وغيرها؛ أي: يأتي أمرنا أَرض الكفرة حالة كوننا {نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا}؛ أي: ننقص أرض الكفرة من أطرافها ونواحيها بالفتوح على المسلمين منها شيئًا فشيئًا، فما زاد (?) في بلاد الإِسلام باستيلائهم عليها جبرًا وقهرًا نقص من ديار الكفرة، والله تعالى إذا قدر على جعله بعض ديار الكفرة للمسلمين .. فهو قادر على أن يجعل الكل لهم، أفلا يعتبرون؛ أي: أأنكر (?) أهل مكة نزول ما وعدناهم ولم يروا أنا نأخذ أرضهم نفتحها من نواحيها للمسلمين شيئًا فشيئًا، ونلحقها بدار الإِسلام، ونذهب منها أهلها بالقتل والأسر والإجلاء، أليس هذا من ذلك.

والخلاصة: أي أشك (?) أولئك المشركون من أهل مكة الذين يسألونك الآيات ولم يروا أنا نأتي الأرض، فنفتحها لك أرضًا بعد أرض، ونلحقها بدار الإِسلام، ونذهب منها أهلها بالقتل والأسر والإجلاء، أليس هذا مقدمة لما أوعدناهم بحصوله ونذيرًا بما سيحل بهم من النكال والوبال في الدنيا والآخرة لو تدبروا، فما لهم عن التذكرة معرضين،

41 - ونحو الآية قوله: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} وقرأ الضحاك: {ننقِّصها} مثقلًا من نقص عداه بالتضعيف من نقص اللازم.

{وَاللهُ} سبحانه وتعالى {يَحْكُمُ} في خلقه ما يشاء من الأزل إلى الأبد (?)، فيرفع هذا ويضع هذا، ويحيي هذا ويميت هذا، ويغني هذا ويفقر هذا، وقد حكم بعزة الإِسلام وعلوه على الأديان. وجملة قوله: {لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ}؛ أي: لا لراد لحكمه في محل النصب على الحال؛ أي: والله يحكم حالة كونه نافذًا حكمه خاليًا عن المعارض والمناقض. ومعنى المعقب: الذي يعقب الشيء بالرد والإبطال.

والمعنى: أنه حكم للإسلام بالغلبة والإقبال، وعلى الكفر بالإدبار والانتكاس، وذلك كائن لا يمكن تغييره. وقيل: جملة {لَا} معترضة. {وَهُوَ}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015