هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا هبت الريح أو صوت الرعد .. تغير لونه حتى يعرف ذلك في وجهه، ثم يقول للرعد: "سبحان من سبحت له"، وللريح: "اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا".
{و} هو سبحانه وتعالى الإله الذي تسبح جميع {الْمَلَائِكَةُ} الكرام {مِنْ خِيفَتِهِ}؛ أي: من خوفه سبحانه وتعالى وهيبته وجلاله، وينزهونه عن اتخاذ الصاحبة والولد والأنداد. {وَالْمَلَائِكَةُ} معطوف على {الرَّعْدُ} عطف عام على خاص، وإنما (?) أفرد {الرَّعْدُ} بالذكر مع دخوله في {الْمَلَائِكَةُ} تشريفًا له على غيره من الملائكة، فهو كقوله: {وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل}؛ أي: ويسبح الملائكة من خوف الله تعالى وخشيته وهيبته وجلاله، وذلك لأنه إذا سبح الرعد - وتسبيحه ما يسمع من صوته - لم يبق ملك إلا رفع صوته بالتسبيح، فينزل المطر والملائكة خائفون من الله تعالى، وليس خوفهم كخوف بني آدم، فإنه لا يعرف أحدهم من على يمينه ومن على يساره، ولا يشغله عن عبادة الله طعام ولا شراب ولا شيء أصلًا.
{وَ} هو سبحانه وتعالى الإله الذي {يُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ} وينزلها من السماء {فَيُصِيبُ بِهَا}؛ أي: بتلك الصواعق {مَنْ يَشَاءُ} إصابته بها من عباده فيهلكه. والصواعق (?) جمع صاعقة؛ وهي نار لا دخان لها تسقط من السماء وتتولد في السحاب، وهي أقوى نيران هذا العالم، فإنها إذا نزلت من السحاب فربما غاصت في البحر وأحرقت الحيتان تحت البحر، والصاعقة تصيب المسلم وغيره ولا تصيب الذاكر. يقول الفقير: لعل وجهه أن الصاعقة عذاب عاجل، ولا يصيب إلا الغافل، وأما الذاكر فهو مع الله ورحمته، وبين الرحمة والغضب تباعد. وقولهم: تصيب المسلم - يشير إلى أن المصاب بالصاعقة على حاله من الإيمان والإسلام، ولا أثر لا فيه كما في اعتقاد بعض العوام.