يعدمه الله تعالى، ثم يخلقه جديدًا، والسحاب اسم جنس، والواحدة سحابة، ولذلك وصف بقوله: {الثِّقَالَ} بالمطر، جمع ثقيلة، وقيل: جمع له كما في "الخازن". والسحاب: غربال (?) الماء. قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقيل: السحاب: الغيم فيه ماء، أو لم يكن فيه ماء، ولهذا قيل: سحاب جهام؛ وهو الخالي من الماء، وأصل السحب الجرّ، وسمي السحاب سحابًا؛ إما لجر الريح له، أو لجره الماء، أو لانجراره في سيره. واختلف (?) في أن الماء ينزل من السماء إلى السحاب، أو يخلقه الله في السحاب فيمطر. وفي "حواشي ابن الشيخ": السحاب: جسم مركب من أجزاء رطبة مائية، ومن أجزاء هوائية، وهذه الأجزاء المائية المشوبة بالأجزاء الهوائية إنما حدثت وتكونت في جو الهواء بقدرة المحدث القادر على ما شاء، والقول بأن تلك الأجزاء تصاعدت من الأرض، فلما وصلت إلى الطبقة الباردة من الهواء بردت، فثقلت فرجعت إلى الأرض باطل؛ لأن الأمطار مختلفة، فتارة تكون قطرتها كبيرة، وتارة تكون صغيرة، وتارة متقاربة، وتارة متباعدة، وتارة تدوم زمانًا طويلًا، وتارة لا تدوم، فاختلاف الأمطار في هذه الصفات مع أن طبيعة الأرض واحدة، وهذا طبيعة الشمس المسخنة للبخارات واحدة لا بد أن يكون ذلك بتخصيص الفاعل المختار، وأيضًا فالتجربة دلت على أن للدعاء والتضرع في نزول الغيث أثرًا عظيمًا، ولذلك كانت صلاة الاستسقاء مشروعة، فعلمنا أن المؤثر فيه هو قدرة الفاعل المختار لا الطبيعة والخاصية انتهى.
والمعنى: وهو الذي يوجد السحاب منشأة جديدة ممتلئة ماء، فتكون ثقيلة قريبة من الأرض
13 - {و} هو سبحانه وتعالى الإله الذي {يُسَبِّحُ الرَّعْدُ}؛ أي: يسبحه وينزهه، ويقدسه من النقائص، ملك الرعد حالة كونه ملتبسًا {بِحَمْدِهِ} سبحانه وتعالى. قيل: الرعد: اسم ملك موكل بالسحاب، والصوت المسموع لنا هو صوته بالتسبيح، يسوق بصوته السحاب كما يسوق الحادي الإبل بحداثه، فإذا