[65]

وفي جميع الحالات، ولذا حفظ يوسف في الجبّ.

ومعنى الآية: أن حفظ الله تعالى إياه خير من حفظهم له لما وكل يعقوب حفظه إلى الله سبحانه حفظه وأرجعه إليه، ولما قال في يوسف: {وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ} .. وقع له من الامتحان ما وقع. وقرأ (?) ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم: {حِفْظًا} والمعنى: خير حفظًا من حفظكم. وقرأ حمزة الكسائي، وحفص عن عاصم وخلف العاشر: {خَيْرٌ حَافِظًا} - بألف -. وقرأ الأعمش شذوذًا: {خير حافظ} على الإضافة؛ أي: فالله تعالى متصف بالحفظ وزيادته على كل حافظ. وقرأ أبو هريرة: {خير الحافظين}، كذا نقل الزمخشري، وهي رواية شاذة. وقال ابن عطية وقرأ ابن مسعود: {فالله خير حافظًا وهو خير الحافظين}، وهي رواية شاذة أيضًا.

65 - {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ}؛ أي: أوعيتهم التي وضعوا فيها الميرة بحضرة أبيهم {وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ}؛ أي: ثمن الميرة الذي دفعوه ليوسف {رُدَّتْ إِلَيْهِمْ} تفضلًا وإحسانًا من يوسف عليه السلام؛ والمعنى: ولما فتحوا أوعية طعامهم وجدوا فيها ما كان أعطوه من بضاعة ونقدٍ ثمنًا لما اشتروه من الطعام؛ إذ أن يوسف أمر فتيانه أن يضعوها في رحالهم، وهم لا يعلمون ذلك.

وجملة قوله: {قَالُوا} لأبيهم مستأنفة (?) في سؤال مقدر كأنه قيل: ماذا قالوا حينئذٍ؟ فقيل: قالوا لأبيهم - ولعله كان حاضرًا عند الفتح كما في "الإرشاد"، ويؤيده ما في القصص من أن يعقوب عليه السلام قال لهم: يا بني قدموا أحمالكم لأدعو لكم فيها بالبركة، فقدموا أحمالهم، وفتحوها بين يديه، فرأوا بضاعتهم في رؤوس أحمالهم، فقالوا عند ذلك - {يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي}؛ أي: أي شيء نطلب وراء ما وصفنا لك من إحسان الملك إلينا وكرمه الذي يوجب علينا امتثال أمره ومراجعته في الحوائج، وقد كانوا حدثوا أباهم بذلك على ما روي أنهم قالوا له: إنا قدمنا على خير رجل، وقد أنزلنا خير منزل وأكرم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015