[51]

منهن حينَ الإجابة.

4 - أنه لم يذكر سيدَتَهُ معهن، وهي السبب في تلك الفتنة الشَّعواء وَفاءً لزوجها ورحمةً بها، وإنما اتَّهمها أولًا دِفاعًا عن نفسه، حين وَقَفَ موقفَ التهمة لدى سيدها، وبعد أن طَعنَتْ فيه. وقرأ (?) أبو حيوة، وأبو بكر، عن عاصم في رواية {النُّسوة} بضم النون وقرأت فرقة {اللائي} بالياء وكلاهما جمع التي.

ومعنى قوله: {إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ}؛ أي: إنَّ اللهَ سبحانه وتعالى عَالِمُ بصنيعهنّ، وما احتَلْنَ في هذه الواقعة من الحِيل العظيمة؛ فلمَّا أبي يُوسُفُ أن يَخْرُجَ من السجن، قبل تبين الأمر رَجَعَ الرسول إلى المَلِكِ، فأخبره بما قال يوسف عليه السلام، فأمر الملك بإحضارهنَّ، وكانت زليخا معهن،

51 - فلما حَضَرْنَ {قَالَ} الملك لهن {مَا خَطْبُكُنَّ}؛ أي: ما شأنكن وأمركن {إِذْ رَاوَدْتُنَّ} وطالبتن {يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ} والخطب: الشَّأْنُ (?) العظيم الذي يقع فيه التخاطب، إما لغرابته، وإما لإنكاره، ومنه قولُه تعالى حكايةً عن إبراهيم عليه السلام: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (57)}، وعن موسى عليه السلام: {فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ}. وإنما (?) خاطَبَ الملكُ جميعَ النسوة بهذا الخطاب، والمراد بذلك امرأةُ العزيز، وَحْدَها لِيَكُون أسْتَر لها. وقيل: إنَّ امرأة العزيز راودته عن نفسه، وَحْدَها وسَائِر النسوة أمَرْنَه بطاعتها، فلذلك خاطبهن بهذا الخطاب؛ أي: فلمَّا اجْتَمَعْنَ بأمره سألهن بقوله: ما خطبكن الذي حَمَلَكُنَّ على مراودته عن نفسه، هل كان عن ميل منه إليكن؟ وهل رأيتُنَّ منه مواتاة واستجابةً بعدها؟ وماذا كان السببُ في إلقائِهِ في السجن مع المجرمين؟ {قُلْنَ}؛ أي: جماعةُ النسوة مجيبات للملك {حَاشَ لِلَّهِ}؛ أي: مَعاذًا وتنزيهًا لله تعالى عن كلِّ ما لا يليقُ به. وأصله: حَاشَا بالألف فحُذِفَت للتخفيف، وهو في الأصل حَرفٌ وضِعَ هنا موضعَ المصدر؛ أي: التنزيه، و (اللام) لبيان من يبرأ، وينزَّهُ وقد سبقَ في هذه السورة، فهو تنزيه له

طور بواسطة نورين ميديا © 2015