ومنها: التشنيع، والتقبيحُ في قوله: {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا} لأن في إضافتها إلى العزيز مبالغة في التشنيع؛ لأنَّ النفوسَ أميل لسماع أخبار ذوي الجاه.

ومنها: الإتيانُ بالمضارع في قوله: {تُرَاوِدُ فَتَاهَا} للدلالة على أنَّ ذلك سَجيَّةٌ لها؛ لأنَّ المضارعَ يفيد التجدد، والاستمرارَ.

ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: {إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} شبه يوسفَ بالملك، بجامع الحُسن، والجمال في كل ثمَّ استعار له اسم الملك على طريقة الاستعارة التصريحية الأصلية.

ومنها: الإشارة إلى القريب باسم إشارة البعيد في قوله: {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} تنزيلًا لبُعْدِ مرتبته عن غيره منزلة البعد الحسِّي.

ومنها: الدلالة على فَخَامَةِ شأن المشار إليه في قوله: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ}؛ لأنَّ ذلك إشارةٌ إلى مصدر الفعل المؤخر، على أن يكونَ عبارة عن التمكين، في قلب العزيز، أو في منزله، وكون ذلك تَمْكينًا في الأرض بملابسة أنه عزيز فيها, لا عن تمكين آخر يشبه به، فالكاف مقحم للدلالة على فَخَامة شأنِ المشار إليه، إقحامًا، لا يترك في لغة العرب، ولا في غيرها، ومن ذلك قولهم: مِثْلُكَ لا يَبْخَلُ؛ أي: مثل ذلك التمكين البديع، مكنا ليوسف في الأرض، وجعلناه محبًّا في قلب العزيز، ومكْرمًا في منزله، ليترتَّب عليه ما ترتب بما جرى بينه وبين امرأة العزيز، ذكره في "روح البيان".

ومنها: الحَذْفُ والزيادةُ في عدَّة مواضع.

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015