مستأنفة. {وَكَذَلِكَ} {الواو} عاطفة. {كذلك} جار ومجرور صفةٌ لمصدر محذوف. {نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} فعل ومفعول وفاعله ضمير يعود على الله، والتقدير: ونجزي المحسنين جزاء مثل جزائنا ليوسف، والجملة معطوفة على جملة {لما}.
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)}.
{وَرَاوَدَتْهُ} {الواو} استئنافية. {راودته} فعل ومفعول. {الَّتِي} فاعل، والجملة مستأنفة. {هُوَ} مبتدأ. {فِي بَيْتِهَا} جار ومجرور، ومضاف إليه خبر المبتدأ، والجملة الاسمية صلة الموصول. {عَنْ نَفْسِهِ} جار ومجرور متعلق بـ {راودت}. {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ} فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على زليخا، والجملة معطوفة على جملة {راودت}. {وَقَالَتْ} فعل ماض والفاعل ضمير يعود على زليخا {هَيْتَ لَكَ} مقول محكي لـ {قَالَ}، وإن شئت قلت: {هَيْتَ} بفتح الهاء، والتاء اسم فعل أمر بمعنى أقبِلْ وتعَالَ مبني على الفتح لشبهه بالحرف شبهًا استعماليًّا، وفاعله ضمير يعود على يوسف، وجملة اسم الفعل في محل النصب مقولُ {قَالَ}. {لَكَ} جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الخطاب كائن لك، أو معكَ، والجملة في محل النصب مقول {قَالَ}. وفي "السمين": {لَكَ} متعلق بمحذوف على سبيل البيان، كأنها قالت: أقول لك أو الخِطابُ لك كهي، في سَقْيًا لك، ورَعْيًا لك، اهـ.
فائدة في لغات {هيت}: وفي "الفتوحات": {هَيتَ} بفتح الهاء، والتاء ككيف ولَيْت و {هِيْتَ} بكسر الهاء وفتح التاء كقِيلَ وغِيضَ، و {هَيْتُ} بفتح الهاء وضم التاء، كحيثُ و {هئْتُ} بكسر الهاء وبالهمزة الساكنة وفتح التاء أو ضمها. وهذه خمسُ قراءات، وكلها سبعية، وكلُّها لغات في هذه الكلمة، وهي في كلها اسم فعل أمر بمعنى هَلُمَّ؛ أي: أقبل وتعال، اهـ شيخنا. فمن فَتَحَ التاء بناها على الفتح للتخفيف نحو: أيْنَ وكيف، ومن ضمَّها كابن كثير، فقد شَبَّهَها بحيثُ. ومَنْ كَسَرَها فعلى أصل التقاء الساكنين، اهـ "سمين". وذكر فيها قراءات أربعٌ أُخَرُ شاذة كما مرَّتْ في مبحث القراءة.