[30]

30 - {وَقَالَ نِسْوَةٌ}؛ أي: جماعة من النساء {فِي الْمَدِينَةِ} ظرف لـ {قَالَ}؛ أي: أشَعْنَ الأمر في مصر، أو صفةٌ للنسوة، وكنَّ خَمْسًا امرأة الخبَّاز، وامرأةَ السَّاقِي، وامرأة صاحب الدواب، وامرأةُ صاحب السجن، وامرأة الحاجب. والنِّسوة اسم جمع لامرأة، وتأنيثه غير حقيقي، ولذا لم يُلْحِق فعلَه تاءَ التأنيث. يقال فيه: نسوة بضم النون، وهي قراءةُ الأعمش، والفضل، وسليمان. ويقال: نسوة بكسر النون، وهي قراءة الباقين، ذكره الشوكاني. ولم (?) يشر الكتاب الكريم إلى عَدَدهنّ، ولا إلى صفاتهن؛ لأنَّ العِبْرةَ ليست في حاجة إلى ذلك، والذي يقتضيه العُرْفُ، ومجرى العادة أنه عَمَلُ جماعة قليلة من بيوتات كبار الدولة، يُعْهَدُ منهن في العُرف أن يأتَمِرْنَ، ويتفقن على الاشتراك في مثل هذا المكر؛ إذ نساء البيوت الدنيا أو الوسطى، لا تتجه أنظارُهن إلى الإنكار على امرأة العزيز كبير وزراء الدولة، ولا إلى مشاركتها في سلب عشيقها, ولا إلى التمتع بجماله الساحر، وحادث مثل هذا جدير بأن ينتقلَ من بيت إلى بيت بوساطة الخَدم، ويكون الشغلَ الشاغلَ للنساء في مجالسهن الخاصَّة، وسمَرِهِنّ في البيوت، وخلاصَتُهُ: {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا}؛ أي: تطالب غُلامَها بمواقعته لها، وتحتال في ذلك، وتُخادعه {عَنْ نَفْسِهِ}، وهو يمتنعُ منها. وتُرْسَم امرأةُ هذه بالتاء المجرورة، وأمَّا بالنطق فوقف عليها ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي بالهاء، والباقون بالتاء. وأما في الوصل فبالياء للجميع، اهـ خطيب. والعزيزُ بلسان العرب، الملك، والمراد به (?): قِطْفير، وزير الرَّيان، وبامرأته زليخا, ولم يصرِّحْنَ باسمها على ما عليه عادة الناس عند ذكر السلطان، والوزير، ونحوهما، وذكر من يَتْبَعهم من خواص حُرَمهم. وقال بعضهم: صرَّحْنَ بإضافتها إلى العزيز، مبالغةً للتشنيع؛ لأنَّ النُّفوسَ أقبل إلى سماع أخبار ذوي الأخْطار وما يجري لهم.

وهذا كلام يقال (?) للإنكار والتعجب منْ حصوله لوجوه عدَّة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015