الثقفي: {ولئن قُلتُ} بضم التاء إخبارًا عنه تعالى، والمعنى عليه: ولئن قلتُ مستدلًا على البعث من بعد الموت إذ في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ} دلالةٌ على القدرة العظيمةِ فمَنْ أخْبَر بوقوع ممكنٍ وَقَعَ لا محالةَ، وقد أَخْبَرَ بالبعث، فوجب قبولُهُ وتيقُّنُ وقوعه.
وكسرت (?) إن مِنْ قوله: {إِنَّكُمْ} لأنها وقعت بعد القول، وحكى سيبويه الفتحَ على تضمينِ قُلْتَ بمعنى: ذكرتَ أو على أنَّ (إن) بمعنى لعلَّ؛ أي: ولئن قلت: لعلكم مبعوثون على أن الرَّجاء باعتبار حال المخاطبين؛ أي: توقَّعوا ذلك، ولا تَبتُّوا القولَ بإنكاره.
{لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} منهم {إِنْ هَذَا}؛ أي: ما هذا القرآنُ الذي تضمَّن البعث، والحسابَ، والجزاءَ {إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}؛ أي: إلَّا سحر بَيِّنٌ ظاهر تُسْحَرُ به العقول وتُسَخَّرُ به الضمائر، والقلوب، أو المعنى: ما هذا القولُ الذي تقولونه لنا من البعث، والجزاء إلَّا خديعةٌ منكم، وضَعْتُمُوها لمنع الناس عن لذات الدنيا، وإحرازًا لهم إلى الانقياد لكم، والدخول تحت طاعَتِكم.
وقرأ الحسن والأعرج، وأبو جعفر، وشيبةُ، وفرقةٌ من السبعة (?): {سِحْرٌ}، وقَرَأ حمزة، والكسائي: {إن هذا إلا ساحر} فاسم الإشارة حينئذ، عائد على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أي: ما هذا الرجل الذي يَدَّعي البعثَ، والجزاءَ إلا كاذبٌ مُبْطِلٌ، والمعنى؛ أي: ولئن أخبرت يا محمدُ هؤلاء المشركين أنَّ اللَّهَ سيبعثهم بعد مماتهم كما بَدَأهم ليجزِيَهم فيما بَلاَهم به كما قال: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} ليُجِيبَنَّك الذين كذَّبوا بلقاء الله قائلينَ: ما هذا الذي جئتَنا به مِن هذا القرآن لتسخِّرَنَا لطاعتك، وتَمْنَعَنا عن لَذَّاتِ الدنيا إلَّا سحرٌ بَيِّنٌ ظاهرٌ تَسْحَرُ به العقولَ وتُسخِّرُ به الضمائر والقلوب.
8 - وبعد أنْ ذَكَرَ سبحانَه ما يقوله المنكرونَ للبعث .. ذَكَرَ ما يقوله المنكرونَ لإنذار الرسول - صلى الله عليه وسلم - إيَّاهم عذابَ الدنيا، والآخرةِ بتكذيبهم له فقال: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا