ثِيَابَهُمْ} واستغشى الثوب: إذا تغطى به، كما قال حكايةً عن نوح، عليه السلام: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا} والمعنى: يتغطون بها للاستخفاء. وفي "القاموس": واستغشى ثوبه: تغطى به كي لا يسمع ولا يرى.

البلاغة

تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة:

منها: جناس الاشتقاق بين قوله: {أُحْكِمَتْ} وقوله: {حَكِيمٍ}.

ومنها: اللف والنشر المرتب في قوله: {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}؛ لأن المعنى أحكمها وفصلها خبير، كما في "الشوكاني".

ومنها: الكناية في قوله: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ}؛ لأن ثني الصدور كناية عن الإعراض.

ومنها: إضافة العذاب إلى اليوم الكبير للتهويل والتفظيع.

ومنها: الطباق بين {مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}.

ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع (?).

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015