بإعداد ما قدروا عليه من القوة للجهاد. انتهى.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64) ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما أمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالجنوح للسلم إذا جنح لها الأعداء، وربما كان جنوحهم لها مظنة الخداع والمكر، ووعده أن يكفيه أمرهم إذا أرادوا التوسل بالصلح إلى الحرب وضروب الإيذاء والشر، وامتن عليه بتأييده له بنصره وبالمؤمنين، إذ سخرهم له، وألَّف بين قلوبهم باتباعه .. قفَّى على ذلك بوعده بكفايته، له ولهؤلاء المؤمنين الذين ألف بين قلوبهم في حال الحرب والسلم، وجعل هذا تقدمة لأمره بتحريضهم على القتال حين الحاجة إليه، كما إذا بدأ العدو بالحرب، أو نقض العهد أو خان في الصلح.
أسباب النزول
قوله تعالى: {إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا ...} الآية، سبب نزول هذه الآية (?): ما أخرجه أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: نزلت: {إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا} في ستة وهي من اليهود، فيهم ابن التابوت.
قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ ...} الآية، سبب نزولها: ما رواه أبو الشيخ أيضًا عن ابن شهاب قال: دخل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمَّد، قد وضعت السلاح وما زلت في طلب القوم؟ فاخرج فإنَّ الله قد أذن لك في قريظة، وأنزل فيهم: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً ...} الآية.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ ...} الآية، سبب نزولها (?): ما رواه البزَّار بسند ضعيف من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: لما أسلم عمر .. قال المشركون: قد انتصف القوم منا اليوم، وأنزل الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (64)}، وله شواهد: أخرج الطبراني وغيره من طريق سعيد بن