على أعدائه وإن كثر عددهم وعظم استعدادهم؛ لأنه العزيز الغالب على أمره، الحكيم الذي يضع كل شيء في موضعه بمقتضى سننه في نظام العالم، ومن ذلك أن ينصر الحق على الباطل.
الإعراب
{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}.
{وَاعْلَمُوا}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. {أَنَّمَا}: أن حرف نصب ومصدر، ما: موصولة في محل النصب اسمها، وكان القياس فصلها من أنَّ، لكن ثبت وصلها في خط المصحف العثماني، وثبت فصلها أيضًا في بعضها، كما ذكره الجزري. {غَنِمْتُمْ}: فعل وفاعل، والجملة صلة {ما} الموصولة، والعائد محذوف، تقديره: أن ما غنمتموه. {مِنْ شَيْءٍ}: جار ومجرور حال من العائد المحذوف، تقديره: حال كونه كائنًا من شيء ما قليلًا كان أو كثيرًا. {فَأَنّ} {الفاء} رابطة الخبر بالاسم؛ لما في اسم أنَّ من العموم {أن} حرف نصب ومصدر. {لِلَّهِ} جار ومجرور خبر {أنَّ} مقدم على اسمها. {خُمُسَهُ}: اسمها مؤخر ومضاف إليه، تقديره: فإن خمسه كائنٌ لله، وجملة أن اسمها وخبرها في محل الرفع خبرٌ {أنَّ} الأولى: ولكنّه خبر سببيٌّ، تقديره: واعلموا أن الذي غنتموه من شيء فكائنٌ خمسه لله وللرسول، وجملة {أنَّ} الأولى في تأويل مصدر سادّ مسدّ مفعولي علم، تقديره: واعلموا كون خمس الذي غنتموه من شيء لله، {وَلِلرَّسُولِ}: جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور في قوله: {لله} {وَلِذِي الْقُرْبَى} معطوف على الجار والمجرور قبله، {وَالْيَتَامَى}: معطوف على ذي القربى، وكذا {وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} معطوفان عليه.
{إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
{إن} حرف شرط {كُنْتُمْ}: فعل ناقص واسمه، في محل الجزم بـ {إِن}