المناسبة

قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنَّ الله سبحانه وتعالى لمَّا (?) أمر بقتال الكفار المعتدين الذين كانوا يفتنون المسلمين عن دينهم حتى لا تكون فتنة، ووعد المؤمنين بالنصر عليهم، وكان ذلك مستتبعًا لأخذ الغنائم منهم .. ناسب أن يذكر ما يرضيه سبحانه وتعالى في قسمة الغنائم على الوجه الذي شرعه.

والجمهور على أنّ هذه الآية نزلت في غزوة بدر، وعلى أنّ ابتداء فرض قسمة الغنائم كان بها.

وقال أبو حيان (?): مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنه سبحانه وتعالى لمَّا أمر بقتال الكفار حتى لا تكون فتنة .. اقتضى ذلك وقائع وحروبًا، فذكر بعض أحكام الغنائم، وكان في ذلك تبشيرٌ للمؤمنين بغلبتهم للكفار وقسم ما يحصل منهم من الغنائم. انتهى.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ...} الآيتين، مناسبتهما لما قبلهما: أن الله سبحانه وتعالى (?) لما ذكر نعمه على رسوله، وعلى المؤمنين يوم بدر .. أردف ذلك بذكر أدبين عظيمين إذا التقوا بعدوِّهم:

1 - الثبات وتوطين النفس على اللِّقاء، مع عدم التواني والتكاسل.

2 - ذكر الله كثيرًا، وهو ذكره بألسنتهم وقلوبهم؛ تنبيهًا على أنَّ الإنسان يجب أن لا يخلو قلبه من ذكره في أشد الأوقات حرجًا، وقد طلب إلينا الثبات والطاعة لله ورسوله حتى لا نفشل وتدول علينا الدولة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015