[114]

وليكتسبوا بسبب ارتضائهم له وغرورهم {ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ}؛ أي: ما هم مكتسبون له من الآثام، فيعاقبوا عليها.

وقرأ النخعي والجراح بن عبد الله (?): {ولتصغي} - بكسر الغين - من أصغى الرباعي. وقرأ الحسن بسكون اللام في الأفعال الثلاثة، وقيل عنه بالسكون في: {لِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا} وبالكسر في: {وَلِتَصْغى}. وقال أبو عمرو الداني: قراءة الحسن إنما هي: {ولتصغي} - بكسر الغين - انتهى. وخرّج سكون اللام في الثلاثة على أنه شذوذ في لام كي، وهي لام كي في الثلاثة، وهي معطوفة على {غُرُورًا}، وسكون لام كي في نحو هذا شاذ في السماع قوي في القياس. قاله أبو الفتح. وقال غيره: هي لام الأمر في الثلاثة، ويبعد ذلك في {ولتصغي} - بإثبات الياء - وإن كان قد جاء ذلك في قليل من الكلام كما في قراءة قنبل: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} على أنه يحتمل التأويل. وقيل هي في {وَلِتَصْغى} لام كي سكنت شذوذا، وفي: {لِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا} لام الأمر مضمنا التهديد والوعيد كقوله: {اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ}.

114 - والاستفهام في قوله: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ} للإنكار، والفاء عاطفة على فعل مقدر، والكلام على إرادة القول، والتقدر: قل يا محمد لهؤلاء المشركين: أأضل وأميل إلى زخارف الشياطين فـ {أَبْتَغِي} وأطلب {حَكَمًا}؛ أي: حاكما {غير الله} يحكم بيني وبينكم {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ}؛ أي: والحال أنه سبحانه وتعالى هو الذي أنزل إليكم القرآن، وأنتم أمة أمية لا تدرون ما تأتون وما تذرون حالة كون ذلك الكتاب {مُفَصَّلًا}؛ أي: مبينا فيه الحق والباطل، فلم يبق في أمور الدين شيء من الإبهام، فأي حاجة بعد ذلك إلى الحكم؛ أي: لا أبتغي حكما غير الله نزلت حين قال مشركوا قريش للرسول صلى الله عليه وسلم: اجعل بيننا وبينك حكما من أحبار اليهود، وإن شئت من أساقفة النصارى، ليخبرنا عنك بما في كتابهم من أمرك، والحكم (?) والحاكم معناهما عند أهل اللغة واحد، لكن بعض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015