أنه ليس من العظائم التي تدحض الأقدام، كالابتلاء ببذل الأنفس والأموال، فمن لم يثبت عنده .. كيف يثبت عند ما هو أشد منه.

وقرأ النخعي وابن وثاب: {يناله} بالياء التحتانية. والجملة من قوله: {تَنَالُهُ} في موضع الصفة لقوله: {بِشَيْءٍ}، أو في موضع الحال منه؛ لأنه قد وصف.

{لِيَعْلَمَ اللَّهُ}؛ أي: يختبركم الله سبحانه وتعالى بالصيد في حال إحرامكم ليعلم الله تعالى علم ظهور للعباد {مَنْ يَخَافُهُ}؛ أي؛ من يخاف الله تعالى، ولم يره ويمتثل أمره ونهيه؛ لقوة إيمانه حالة كونه ملتبسًا {بِالْغَيْبِ} عن الله تعالى؛ أي: غير راء له تعالى، أو المعنى: من يخاف الله تعالى حالة كونه ملابسًا بالغيب عن الناس غير مرئي لهم، ولا خائف من إنكارهم .. فيترك أخذ شيء من الصيد، ويختار خشن العيش على لذة اللحم خوفًا من الله تعالى، وطاعة له في خفيته، وعلى هذين المعنيين يكون الجار والمجرور في قوله: {بِالْغَيْبِ} حال من ضمير الفاعل في {يخاف}، ويحتمل أن يكون حالًا من ضمير المفعول العائد على الله تعالى. والمعنى: ليعلم الله من يخافه حالة كون الله ملتبسًا بالغيب عنه؛ أي: غير مرئي له. وقال (?) أبو حيان: ومعنى {لِيَعْلَمَ}؛ ليتميز من يخاف عقاب الله تعالى، وهو غائب منتظر في الآخرة، فيترك الصيد، ممن لا يخافه فيقدم عليه، قاله الزمخشري.

وقيل المعنى: ليعلموا أن الله يعلم من يخافه بالغيب؛ أي: في السر حيث لا يراه أحد من الناس، فالخائف لا يصيد، وغير الخائف يصيد. وقال ابن عطية: والظاهر أن المعنى: بالغيب من الناس؛ أي: في الخلوة، مَنْ خاف الله .. انتهى عن الصيد من ذات نفسه. وقال الطبري: معناه في الدنيا، حيث لا يرى العبد ربه، فهو غائب. والمعنى: يختبركم الله تعالى بالصيد ليظهر من يخافه لقوة إيمانه، ويميزه عمن لا يخافه لضعف قلبه وقلة إيمانه.

والخلاصة (?): أنه تعالى يريد أن يعاملكم معاملة المختبر الذي يريد أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015