الرسول - صلى الله عليه وسلم - من اليمين، فنزلت هذه الآية - أعني آية: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ} - أي: لا يطالبكم الله بكفارة ولا عقوبة في الملغى الكائن من أيمانكم؛ أي: الذي لم يقصد، بل سبق إليه اللسان، فـ {فِي} بمعنى: من، أو متعلقة بـ {يُؤَاخِذ}؛ أي: لا يؤاخذكم الله في أيمانكم باللغو الذي لم يقصد.

واللغو (?): اليمين الساقط الذي لا يتعلق به حكم، وهو أن يحلف على شيء يرى أنه كذلك وليس كما ظن، وكانوا حلفوا على تحريم الطيبات على ظن أنه قربة، فلما نزلت تلك الآية .. قالوا: فكيف أيماننا؟ فنزلت هذه الآية، وقال الشافعي: هي ما يجري على اللسان بلا قصد، وذلك عند اللجاج والغضب والعجلة. وقد ذهب (?) الجمهور من الصحابة ومن بعدهم إلى أنها قول الرجل: لا واللهِ، وبلى واللهِ في كلامه غير معتقد لليمين، وبه فسَّر الصحابة الآية، وهم أعرف بمعاني القرآن.

وفي الآية: دليل على أن أيمان اللغو لا يؤاخذ الله الحالف بها، ولا تجب فيها كفارة.

والخلاصة (?): لا يؤاخذكم الله تعالى ولا يطالبكم في الدنيا ولا في الآخرة بالأيمان التي تحلفونها بلا قصد، كما يقول الرجل في كلامه بدون قصد: لا واللهِ، وبلى واللهِ، فلا مؤاخذة على مثل هذه بكفارة في الدنيا، ولا عقوبة في الآخرة {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ} الله سبحانه وتعالى ويطالبكم؛ إما بالكفارة في الدنيا، أو بالعقوبة في الآخرة {بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}؛ أي: بحنث ما تعمدتم وقصدتم به اليمين. وفي الآية حذف؛ إما من الأول كما قدرناه، أو من الآخر؛ تقديره: ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان إذا حنثتم، فحذف وقت المؤاخذة؛ لأنه كان معلومًا عندهم.

فاليمين المعقدّة (?): من عقد القلب وصممه، ليفعلن أو لا يفعلن في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015