ووحي الله إلى أنبيائه: عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قبل الله بواسطة، أو بغير واسطة، والأول بصوت يتمثل لسمعه، أو بغير صوت، ويفرق بينه وبين الإلهام: بأن الإلهام وجدانٌ تستيقنه النفس وتنساق إلى ما يطلب على غير شعور منها من أين أتى، وهو أشبه بوجدان الجوع والعطش والحزن والسرور.
{وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}: والزبور (?): - بفتح الزاي - وهي قراءة الجمهور، بمعنى: المزبور، أي: المكتوب، كالرسول والحلوب والركوب، بمعنى: المرسل والمحلوب والمركوب، من الزبر، أي: الكتابة - وبضمها - وهي قراءة حمزة، جمع زبر، كفلس وفلوس، والزبر بمعنى المزبور، والأصل في الكلمة: التوثيق، يقال: بئر مزبورة، أي: مطوية بالحجارة، وسمِّيَ كتاب داود زبورًا - بضم الزاي -؛ لقوة الوثيقة به، وفي "الفتوحات": والزبور: جمع زبر، والزبير (?) - بالفتح - مصدر لزبر - من بابي ضرب ونصر، بمعنى: كتب أو جمع زبر بالكسر - مثل: حمل وحمول، وقدر وقدور كما في "الشهاب". وفي "المختار". والزبير - بالكسر -: الكتاب، والجمع زبور، كقدر وقدور، ومنه قراءة بعضهم {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زُبورًا} اهـ.
{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}: تكليمًا: مصدر مؤكد رافع لاحتمال المجاز، قال الفراء: العرب تسمي ما وصل إلى الإنسان كلامًا بأي طريق وصل ما لم يؤكد بالمصدر فإن أوكد به لم يكن إلا حقيقة الكلام.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع (?):