بطلان الاعتزاز بغيره سبحانه جل وعلا، واستحالة الانتفاع به، وقيل: هي جواب شرط محذوف، كأنه قيل: إن تبتغوا عندهم عزة فإن العزة لله جميعًا اهـ.
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140)}.
{وَقَدْ} {الواو}: استئنافية، {قد}: حرف تحقيق، {نَزَّلَ}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهَ}، والجملة مستأنفة، {عَلَيْكُمْ}: متعلق بـ {نَزَّلَ}، وكذا {فِي الْكِتَابِ} متعلق بـ {نَزَّلَ}، {أَنْ}: مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، تقديره: أنه، {إِذَا}: ظرف لما يستقبل من الزمان، {سَمِعْتُمْ}: فعل وفاعل، والجملة في محل الخفض بإضافة {إذا} إليها، على كونها فعل شرط لها، والظرف متعلق بالجواب، {آيَاتِ اللَّهِ}: مفعول به ومضاف إليه، {يُكْفَرُ}: فعل مضارع مغير الصيغة، {بِهَا}: جار ومجرور في محل الرفع نائب فاعل أصله: يكفر بها أحد، فحذف الفاعل، وأقيم الجار والمجرور مقامه، والجملة في محل النصب حال من {آيَاتِ اللَّهِ}، {وَيُسْتَهْزَأُ}: فعل مضارع مغير الصيغة، {بِهَا}: نائب فاعل، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة {يُكْفَرُ بِهَا}، على كونها حالًا من {آيَاتِ اللَّهِ}؛ أي: حالة كونها مكفورًا بها ومستهزءًا بها، {فَلَا} {الفاء}: رابطة لجواب {إذَا} وجوبًا لكون الجواب جملة طلبية، {لا}: ناهية، {تَقْعُدُوا}: فعل وفاعل مجزوم بـ {لا} الناهية، {مَعَهُمْ}: ظرف ومضاف إليه متعلق بـ {تَقْعُدُوا}، والجملة الفعلية جواب {إذا} لا محل لها من الإعراب، وجملة {إذَا} من فعل شرطها وجوابها في محل الرفع خبر {أَنْ} المخففة، وجملة {أَنْ} المخففة في تأويل مصدر منصوب على المفعولية على قراءة {نَزَّلَ} بالبناء للفاعل، أو مرفوع على النيابة عن الفاعل على قراءة البناء للمفعول، تقديره: على القراءة الأولى: وقد نزل عليكم في الكتاب عدم قعودكم مع الكفار والمنافقين وقت سماعكم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها، {حَتَّى}: حرف جر وغاية، {يَخُوضُوا}: فعل وفاعل، منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد