[145]

للمسلمين، وهذا كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} أما استخدام الذميين منهم في الحكومة الإِسلامية فليس بمحظور، والصحابة رضوان الله عليهم استخدموهم في الدواوين الأميرية، وأبو إسحاق الصابي جُعل وزيرًا في الدولة العباسية، والمعنى (?): أتريدون أيها المتخذون الكفار أولياء أن تجعلوا لله عليكم حجة بينة، باتخاذكم الكفار أولياء من دون المؤمنين، فتستوجبوا بذلك النار.

145 - ثم بيَّن مقر النار مِنَ المنافقين فقال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}؛ أي: في الطبقة السفلى من النار، وهي الهاوية لغلظ كفرهم وكثرة غوائلهم، وأعلى الدركات جهنم، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية. وقد تسمى كلها باسم الطبقة العليا أعاذنا الله من عذابها.

سميت طبقات جهنم دركات لأنها متداركة متتابعة، وقيل الدرك بيت مقفل عليهم، تتوقد فيه النار من فوقهم ومن تحتهم، وقيل: هي توابيت من حديد مقفلة عليهم في النار، وإنما كان المنافقون في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم شر أهلها، إذ هم جمعوا بين الكفر والنفاق ومخادعة الرسول والمؤمنين وغشهم، فأرواحهم أسفل الأرواح، ونفوسهم أحط النفوس، ومن ثم كانوا أجدر الناس بالدرك الأسفل منها، أما أكثر الكفار فقد غلب عليهم الجهل بحقيقة التوحيد، فهم مع إيمانهم بالله يشركون به غيره من صنم أو وثن، يتخذونه شفيعًا عنده ووسيطًا بينهم وبينه، وقد قاسوا ذلك على معاملة الملوك المستبدين والأمراء الظالمين.

{وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ}؛ أي: ولن تجد يا محمَّد لهؤلاء المنافقين {نَصِيرًا}؛ أي: ناصرًا ينصرهم ويمنعهم من عذاب الله إذا نزل بهم، وينقذهم من ذلك العذاب، أو يخففه عنهم، فيرفعهم من الطبقة السفلى إلى ما فوقها.

وقرأ الحرميان (?): نافع وابن كثير، والعربيان: أبو عمرو وابن عامر: {في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015