{فَلَيُبَتِّكُنَّ} من البتك وهو الشق والقطع، ومنه سيف باتك؛ أي: قاطع، يقال بتك يبتك - من بابي ضرب ونصر - بتكًا إذا شقه أو قطعه، وبتَّك بالتشديد للتكثير، كما في الآية. والبِتَكُ بكسر أوله وفتح ثانيه بوزن عنب القطع من الشيء واحدها بتكة، بفتح أوله وسكون ثانيه قال الشاعر:

حَتَى إِذَا مَا هَوَتْ كَفُّ الْوَلِيْدِ لَهَا ... طَارَتْ وَفِيْ كَفِّهِ مِنْ رِيْشِهَا بِتَكُ

{مَحِيصًا}، المحيص مفعل من حاص يحيص - من باب باع - حيصًا وحيوصًا ومحاصًا ومحيصًا، وحيصانًا بفتح الياء إذا حاد وعدل عنه، أو زاغ بنفور، ومنه فحاصوا حيصة حمر الوحش، ومنه قول الشاعر:

وَلَمْ نَدْرِ أَنَّ حِصْنًا مِنَ الْمَوْتِ حِيْصَةٌ ... كَمِ الْعُمْرُ بَاقٍ وَالْمَدَا مُتَطَاوِلُ

ويقال ما منه محيص؛ أي: محيد ومهرب، والمحاص مثل المحيص قال الشاعر:

تَحِيْص مِنْ حُكْمِ الْمَنِيَّةِ جَاهِدًا ... مَا لِلرِّجَالِ عَنِ الْمَنُوْنِ مَحَاصُ

وفي المثل: وقعوا في حيص بيص، وحاص باص إذا وقع في أمر لا يقدر على التخلص منه، ويقال حاص يحوص - من باب قال - حوصًا وحياصًا إذا نفر وزايل المكان الذي فيه، والحوص في العين ضيق مؤخرها. {قِيلًا} القيل مصدر كالقول والقال، وقال ابن السكيت: القيل والقال اسمان لا مصدران، ونصبه هنا على التمييز كما مر.

{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ} الأماني واحدها أمنية، وهي الصورة التي تحصل في النفس من تمني الشيء وتقديره، وكثيرًا ما يطلق التمني على ما لا حقيقة له، ومن ثم يعبرون به عن الكذب، كما قال عثمان رضي الله عنه: ما تغنيت ولا تمنيت منذ أسلمت، {حَنِيفًا} الحنيف فعيل بمعنى فاعل، فالحنيف المائل عن الزيغ والضلال إلى الحق والعدل. {خَلِيلًا} الخليل فعيل من الخلة بفتح الخاء، وهي الفقر والفاقة؛ لأنه جعل فقره وحاجته إلى الله، أو من الخلة بضم الخاء وهي المودة والمحبة التي تتخلل النفس وتمازجها، أو من الخَلَل، قال ثعلب: إنما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015