[33]

الإنسان لا يجوز له أن يعين شيئًا في الطلب والدعاء، ولكن يطلب من فضل الله ما يكون سببًا لصلاحه في دينه ودنياه، على سبيل الإطلاق انتهى.

وقد ورد في الحديث (?): "لا يتمنين أحدكم مال أخيه، ولكن ليقل: اللهم ارزقني اللهم أعطني مثله"، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "سلوا الله من فضله فالله يحب أن يسأل وإن من أفضل العبادة انتظار الفرج".

وقرأ ابن كثير والكسائي (?): {وسلوا} بحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على السين، وذلك إذا كان أمرًا للمخاطب وقبل السين واو أو فاء، نحو {فسل الذين يقرؤون الكتاب} و {فسلوا أهل الذكر}، وقرأ باقي السبعة بالهمز. {إِنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى: {كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ} - ومنه محل فضله وسؤالكم - {عَلِيمًا}؛ أي: عالمًا به، ولذلك جعل الناس على طبقات، فرفع بعضهم على بعض درجات بحسب مراتب استعدادهم، وتفاوت اجتهادهم في معترك الحياة، ولا يزال العاملون يستزيدونه، ولا يزال ينزل عليهم من جوده وكرمه ما يفضلون به القاعدين الكسالى، حتى بلغ التفاوت بين الناس في الفضل حدًّا بعيدًا، وكاد التفاوت بين الشعوب يكون أبعد من التفاوت بين بعض الحيوان وبعض الإنسان؛ أي: فإنه (?) تعالى هو العالم بما يكون صلاحًا للسائلين، فليقتصر السائل على المجمل، وليحترز في دعائه عن التعيين، فربما كان ذلك محض المفسدة والضرر.

33 - {وَلِكُلٍّ} إنسان {جَعَلْنَا مَوَالِيَ}؛ أي: أولياء وأقارب ورثة يرثون {مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ}؛ أي: يرثون من المال الذي تركه الوالدان والأقربون إن ماتوا، فيكون الوالدان والأقربون موروثين لا وارثين، وقوله: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ}؛ مبتدأ خبره {فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}؛ أي: والحلفاء الذين عقدتم لهم عقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015