هذا يقتضي المنع لاحتياجهم إليه، فكان ذلك من باب المغفرة والرحمة.
وهذه الجملة (?) كالتوكيد لما تقدم، يعني أنه تعالى كفر لكم، ورحمكم حيث أباح لكم ما أنتم محتاجون إليه.
الإعراب
{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}.
{وَالْمُحْصَنَاتُ}: الواو: عاطفة. {المحصنات}: معطوف على {أُمَّهَاتُكُمْ}، من قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} على كونه نائب فاعل لـ {حُرِّمَ}. {مِنَ النِّسَاءِ}: جار ومجرور حال من {المحصنات}. {إِلَّا}: أداة استثناء. {مَا}: موصولة، أو موصوفة في محل النصب على الاستثناء. {مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}: فعل وفاعل ومضاف إليه، والجملة صلة لما، أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف، تقديره: ملكته أيمانكم. {كِتَابَ}: منصوب على المفعولية المطلقة، بفعل محذوف تقديره: كتب الله ذلك عليكم كتابًا، وهو مضاف. ولفظ الجلالة {اللَّهِ}: مضاف إليه. {عَلَيْكُمْ}: جار ومجرور، متعلق بالفعل المحذوف، لا (?) بالمصدر المذكور؛ لأن المصدر هنا فضلة، وقيل: هو متعلق بنفس المصدر؛ لأنه نائب عن الفعل، حيث لم يذكر معه، فهو كقولك: مرورًا يزيد؛ أي: أمرر به، والجملة المحذوفة مستأنفة، مسوقة لتأكيد مضمون جملة قوله: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}؛ لأنه لمّا قال: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ ...} علم أن ذلك مكتوب، فأكده بهذه الجملة.
{وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ}.
{وَأُحِلَّ}: الواو عاطفة. {أحل}: فعل ماض مغير الصيغة. {لَكُمْ}: متعلق به. {مَا}: موصولة أو موصوفة في محل الرفع نائب فاعل، والجملة معطوفة على جملة قوله {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}. {وَرَاءَ ذَلِكُمْ}: ظرف ومضاف