الشرك" رواه أحمد.
وقرأ الجمهور {ثُمَّ يَقُولَ} بالنصب عطفًا على {أَن يُؤتِيَهُ} وقرأ شبل عن ابن كثير ومحبوب، عن أبي عمرو: بالرفع على القطع؛ أي: ثم هو يقول، وقرأ الجمهور عبادًا لي بتسكين ياء المتكلم، وقرأ عيسى بن عمر بفتحها {وَلَكِنْ} يقول ذلك البشر المشرف بالكتاب والحكم والنبوة للناس {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ}، أي: علماء عالمين {بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ}؛ أي: بسبب كونكم معلمين الناس الكتاب {وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}، أي: وبسبب كونكم دارسين قارئين الكتاب؛ فإنَّ فائدة التعليم والتعلم معرفة الحق والخير، للاعتقاد والعمل به فدلت الآية على أن العلم والتعليم والدراسة توجب كون الإنسان ربانيًّا، فمن اشتغل بالعلم والتعليم لا لهذا المقصود .. ضاع علمه، وخاب سعيه، وقال ابن عباس معنى: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ}؛ أي: حكماء علماء حلماء.
والمعنى: لا أدعوكم إلى أن تكونوا عبادًا لي، ولكن أدعوكم إلى أنْ تكونوا علماء فقهاء، مطيعين لله بتعليمكم الناس الكتاب، ودراستكم إياه.
قرأ عبد الله وابن كثير وأبو عمرو ونافع (?): {تعلمون} بفتح التاء وسكون العين والباقون {تُعَلِّمُونَ} بضم التاء وفتح العين وكسر اللام مشددة، وقرأ مجاهد والحسن شذوذًا {تَعَلِّمُونَ} بفتح التاء والعين واللام المشددة، وهو مضارع حذفت منه التاء والأصل: (تتعلمون).
وقرأ الجمهور (?): {تَدْرُسُونَ} من درس، من باب نصر، وقرأ أبو حيوة شاذًا (تدرِسون) بكسر الراء وروى عنه {تَدْرُسُونَ} بضم التاء وفتح الدال وكسر الراء المشددة؛ أي: تدرسون غيركم العلم، ويحتمل أن يكون التضعيف للتكثير لا للتعدية، وقرىء: (تدرسون) من أدرس بمعنى درس، نحو: أكرم وكرم، وأنزل ونزل، ويحتمل أنْ تكون القراءة المشهورة بهذا المعنى على تقدير: وبما كنتم تدرسونه على الناس.