الثاني: أن يكون الخبر مضمرًا تقديره: وما من إله لنا إلا الله و {إلّا اللَّهُ}: بدل من موضع {مِنْ إِلَهٍ}؛ لأن موضعه رفع بالابتداء اهـ. "سمين". انتهى. {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}: الواو عاطفة أو استئنافية (إن): حرف نصب {اللهَ}: اسمها {لَهُوَ}: اللام حرف ابتداء {هو}: ضمير فصل {الْعَزِيزُ}: خبر أول لـ {إنَّ} {الْحَكِيمُ}: خبر ثانٍ لها، والجملة مستأنفة أو معطوفة على جملة {إِنَّ} الأولى.
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63)}.
{فَإِنْ تَوَلَّوْا} الفاء فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدَّر تقديره: إذا عرفت كيفية المحاجة معهم، وأردت بيان حكم ما إذا تولوا عن قبول الحق بعد المحاجة .. فأقول لك. {إنْ} حرف شرط جازم {تَوَلَّوْا}: فعل ماضٍ، وفاعل، في محل الجزم بـ (إن) على كونه فعل شرط لها {فَإِنَّ اللَّهَ}: الفاء رابطةٍ لجواب (إن) الشرطية وجوبًا؛ لكون الجواب جملة اسمية (إن): حرف نصب {اللَّهَ}: اسمها {عَلِيمٌ}؛ خبرها. {بِالْمُفْسِدِينَ}: متعلق بـ {عَلِيمٌ}، وجملة (إنَّ) في محل الجزم بـ (إن) الشرطية على كونها جوابًا لها، وجملة (إنْ) الشرطية من فعل شرطها وجوابها في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة، والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ}: الإحساس: الإدراك ببعض الحواس الخمس، وهي: الذوق والشم واللمس والسمع والبصر، يقال: أحسست الشيء وبالشيء وحسست به، ويقال: حسيت به بإبدال سينه الثانية ياءً، وأحست بحذف سينه الأولى، وقال سيبويه: وما شذَّ من المضاعف - يعني: في الحذف - فشبيه بباب أقمت، وذلك قولهم: أحست وأحسن، يريدون أحسست وأحسسن، والمراد بالإحساس هنا: الإدراك القوي الجاري مجرى المشاهدة.
{مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}: والأنصار جمع: نصير، نحو شريف وأشراف.