قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} فكأنما قرأ ثلث القرآن"، قال النووي - رحمه الله تعالى -: معنى كونها تعدل ثلث القرآن أن القرآن على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات الله تعالى، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} متمحضة للصفات، فهي ثلث القرآن، وجزء من ثلاثة أجزاء اهـ.
وقيل معناه: أن ثواب قراءتها مرة يتضاعف بقدر ثواب قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف، وقيل غير ذلك.
ولو لم يرد في فضل هذه السورة إلا حديث عائشة عند البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلًا في سرية، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)}، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "سلوه لأي شيء يصنع ذلك"؟ فسألوه، فقال؛ لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال: "أخبروه أن الله تعالى يحبه" هذا لفظ البخاري في كتاب "التوحيد".
وأخرج البخاري أيضًا في كتاب الصلاة من حديث أنس قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة، فقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة، فكلمه أصحابه، فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها، وتقرأ بأخرى، قال: ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركت، وكانوا يرون أنه من أفضلهم، فكرهوا أن يؤمهم غيره، فلما أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر، فقال: "يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة"؟ فقال: إني أحبها، قال: "حبك إياها أدخلك الجنة" وقد روي بهذا اللفظ من غير وجه عند غير البخاري.
تتمة في فضائل هذه السورة: عن سهل (?) بن سعد - رضي الله عنه -: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وشكا إليه الفقر، فقال: "إذا دخلت بيتك فسلم إن كان فيه