المبغض قال الأعمش:
وَمِنَ شَانِىءٍ كَاسِفٍ وَجْهُهُ ... إِذَا مَا انْتَسَبْتَ لَهُ أَنْكَرَنْ
{هُوَ الْأَبْتَرُ}: هو الذي لا عقب له، وهو الذي الأصل الشيء المقطوع من بتره إذا قطعه، وحمار أبتر لا ذنب له، ورجل أُباتر بضم الهمزة؛ أي: قاطع رحمه، قال أهل اللغة: الأبتر من الرجال الذي لا ولد له، ومن الدواب الذي لا ذنب له، وكل أمر انقطع من الخير أثره فهو أبتر، وأصل البتر: القطع، يقال: بترت الشيء بترًا إذا قطعته.
وعبارة ابن خالويه: معناه أن مبغضك يا محمد هو الأبتر؛ أي: لا ولد له، والأبتر الحقير، والأبتر الذليل، والأبتر من الحيات المقطوع الذنب، والأبتر ذنب الفيل، كانت قريش والشانئون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولون: إن محمدًا صنبور؛ أي: فرد لا ولد له، فإذا مات انقطع ذكره، فأكذبهم الله تعالى، وأعلمهم أن ذكر محمد مقرون بذكره إلى يوم القيامة، إذا قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، والصنبور: النخلة، تبقى مفردة ويدق أسفلها، قال: ولقي رجل رجلًا، فسأله عن نخلِهِ، فقال: صنبرَ أسفله، وعششَ أعلاه، والصنبور أيضًا ما في فم الإداوة من حديد أو رصاص، والصنبور الصبي الصغير، قال أوس بن حجر:
مُخَلَّفُوْنَ وَيَقْضِيْ النَّاسُ أَمْرَهُمُ ... غِشَّ الأَمَانَةِ صُنْبُوْرٌ فَصُنْبُوْرُ
وفي "المختار": بتره قبل التمام وبابه نصر، والانبتار الانقطاع، والأبتر المقطوع الذنب، وبابه طرب، والأبتر أيضًا لا عقب له، وكل أمر انقطع من الخير أثره فهو أبتر اهـ.
البلاغة
وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: تصدير الجملة بحرف التأكيد الجاري مجرى القسم في قوله: {إِنَّا} فإنه بمنزلة أن يقال: إنا نحن والله أعطيناك.