المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة. {وَانْحَرْ}: فعل أمر، وفاعل مستتر معطوف على {صل}. {إِنَّ شَانِئَكَ}: ناصب واسمه {هُوَ} مبتدأ، أو ضمير فصل. {الْأَبْتَرُ}: خبر. {هُوَ}، والجملة خبر {إِنَّ}، أو {الْأَبْتَرُ}: خبر {إِنَّ} وجملة {إِنَّ} مستأنفة مؤكدة لما قبلها، ولا أدري كيف أجاز أبو البقاء أن يُعرب هو تأكيدًا؛ لأن المُظهَر لا يؤكد بالمضمر، وعبارة ابن هشام: ووهم أبو البقاء هنا، فأجاز في {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)} التوكيد، ويحتمل أنه أراد أنه توكيد لضمير مستتر في {شَانِئَكَ} لا لنفس {شَانِئَكَ}، وذلك لأن شانىء اسم فاعل بمعنى مبغضك.
التصريف ومفردات اللغة
{الْكَوْثَرَ} في "القاموس": والكوثر الكثير من كل شيء، والكثير الملتف من الغبار، والإِسلام، والنبوة، وقرية بالطائف كان الحجاج معلِّمًا بها، والرجل الخير المعطاء، والسيد، والنهر، ونهر في الجنة، وعبارة الزمخشري: والكوثر فوعل من الكثرة، قيل لأعرابية رجع ابنها من السفر: بم آب ابنك؟ قالت: آب بكوثر، قال الكميت الأسدي:
وَأَنْتَ كَثِيْرٌ يَا بْنَ مَرْوَانَ طَيِّبٌ ... وَكَانَ أَبُوْكَ ابْنَ العَفَائِلِ كَوْثَرَا
والعفائل: خيار النساء، والكوثر بليغ النهاية في الخير، والمراد به هنا النبوة والدين الحق والهدى، وما فيه سعادة الدنيا والآخرة، والكوثر فوعل من الكثرة كنوفل من النفل، وجوهر من الجهر، وفي "المفردات" وقد يقال للرجل السخي كوثر، ويقال: تكوثر الشيء إذا كثر كثرة متناهية، والواو فيه زائدة مثل كوسج وجوهر ونوفل، وعبارة ابن خالويه: والكوثر نهر في الجنة، حافتاه الذهب وحصباؤه المرجان والدر، وحاله المسك يعني الحمأة، وماؤه أشد بياضًا من الثلج وأحلى من العسل، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدًا.
{وَانْحَرْ} والنحر في اللبة كالذبح في الحلق.
{إِنَّ شَانِئَكَ}؛ أي: مبغضك، وفي "المصباح": شَنِئَه - كسَمِعَه ومَنَعَه - شنًا مثل فلس وشَنَآناٌ - بفتح النون وسكونها - إذا أبغضه، والفاعل شانىءٌ في المذكر، وشانئة في المؤنث، وشنئت بالأمر اعترفت به، وقال ابن خالويه: والشانِىء