وهو تخصيص العام بقرينة العُرف، والأولى أن تُحمل على العموم في كل مَن هذه صفته. انتهى من "الخازن".
وقرأ الجمهور (?): {هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} بفتح الميم فيهما مع ضم أولهما - بوزن فُعَله، وقال في "الروح": بناء فُعَلة يدل على الاعتياد، فلا يقال: ضحكة ولعنة إلا للمكثر المتعود، وقرأ الباقر والأعرج بسكون. الميم فيهما، وقرأ أبو وائل والنخعي والأعمش: ويل للهمزة اللمزة بإدخال أن عليهما، وفي "أدب الكاتب" لابن قتيبة: فُعْلة بسكون العين من صفات المفعول، وفُعَلة بفتح العين من صفات الفاعل، يقال: رجل هُزْأة للذي يُهزأ به، وهُزَأة لمن يَهزأ بالناس، وعلى هذا القياس لعنة ولعنة، ولمزة ولمزة، وهمزة وهمزة وغيرها اهـ.
ومعنى الآية: سخط (?) وعذاب من الله سبحانه لكل طَعَّان في الناس، أَكَّال للحومهم، مؤذ لهم في غيبتهم، أو في حضورهم،
2 - ثم ذكر سبب عيبه وطعنه في الناس، فقال: {الَّذِي جَمَعَ مَالًا}، بدل من كل، كأنه قيل: ويل للذي جمع مالًا، وإنما وصفه الله بهذا الوصف المعنوي؛ لأنه يجري مجرى السبب للهمزة واللمزة، من حيث إنه أعجب بنفسه مما جمع من المال، وظن أن كثرة المال سبب لعزة المرء وفضله، فلذا استنقص غيره، وقيل: في محل النصب على الذم وهذا أرجح؛ لأن البدل يستلزم أن يكون المبدل منه في حكم الطرح، وإنما لم يُجعل وصفًا نحويًا لكل؛ لأنه نكرة لا يصح توصيفها بالموصولات، وتنكير مالًا للتفخيم والتكثير الموافق؛ لقوله تعالى: {وَعَدَّدَهُ}؛ أي: عده مرة بعد أخرى من غير أن يؤدي حق الله منه، ويؤيد أنه من العد وهو الإحصاء، لا من العُدَّة أنه قرىء: {وعدَّده} بفك الإدغام، على أنه فعل ماض بمعنى أحصاه وضبط عدده، وقيل: معنى عدده: جعله عُدَّة وذخيرة لنوائب الدهر، وكان للأخنس المذكور أربعة آلاف دينار، أو عشرة آلاف.
وقرأ الجمهور (?): {جَمَعَ} مخففًا، وقرأ الحسن وأبو جعفر وابن عامر وحمزة والكسائي بالتشديد، وقرأ الجمهور: {وَعَدَّدَهُ} بتشديد الدال الأولى؛ أي: أحصاه