[1]

[2]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}.

التفسير وأوجه القراءة

1 - {الْقَارِعَةُ (1)} اتفقوا (?) على أن القارعة اسم من أسماء القيامة، كـ {الْحَاقَّةُ (1)}، {الطَّامَّةُ}، {الْغَاشِيَةِ}، {الصَّاخَّةُ}.

وسبب تسميتها بالقارعة: أن القارعة هي الصيحة التي يموت منها الخلائق، وهي الصيحة الأولى التي تموت منها الخلائق سوى إسرافيل، ثم يميته الله تعالى ثم يحييه فينفخ في الصور النفخة الثانية فيقومون. وقيل: القارعة هي التي تفزع الخلائق بالأهوال والأفزاع؛ أي: تؤثر فيهم على وجوه شتى، وذلك في السموات بالانشقاق والانفطار، وفي الشمس والقمر بالتكوير، في الكواكب بالانتثار، وفي الجبال بالدك والنسف، وفي الأرض. بالطي والتبديل، وهو قول الكلبي. وقيل: إنها تخوف أعداء الله بالعذاب والخزي، وهو قول مقاتل. قال بعض المحققين: وهذا أولى من قول الكلبي؛ لقوله تعالى: {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} اهـ. وهي مبتدأ،

2 - خبره جملة قوله: {مَا الْقَارِعَةُ (2)} على أن {مَا} الاستفهامية مبتدأ والقارعة خبر عنها، أي القارعة؛ أي: شيء هي؟ هي شيء عجيب في الفخامة والفظاعة، فوضع الظاهر موضع المضمر تأكيدًا للتهويل من شأنها. والاستفهام هنا للتعجيب، وفيما سيأتي للإنكار، والمراد بالقارعة هنا: النفخة الثانية التي تقرع القلوب؛ أي: تفزعها بفنون الأفزاع والأهوال، وتخرج جميع الأجرام العلوية والسفلية من حال إلى حال كما مر آنفًا. والعرب تقول: قرعتهم القارعة، إذا وقع بهم أمر فظيع، قال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015