بالاستفهام سدت مسد المفعول الثاني لـ {أدرى}. {لَيْلَةُ الْقَدْرِ}: مبتدأ ومضاف إليه {خَيْرٌ}: خبر المبتدأ. {مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {خَيْرٌ}، والجملة الإسمية مستأنفة استئنافًا بيانيًا واقعًا في جواب سؤال مقدر تقديره: وما فضائلها. {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ}: فعل وفاعل. {وَالرُّوحُ}: معطوف على {الْمَلَائِكَةُ}، والجملة مستأنفة. {فِيهَا}: متعلق بـ {تَنَزَّلُ}، والجملة مستأنفة واقعة في جواب السؤال المذكور في الجملة التي قبلها. {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {تَنَزَّلُ}، أو بمحذوف حال من {الْمَلَائِكَةُ}؛ أي: متلبسين. {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {تَنَزَّلُ} أيضًا، و {مِنْ} بمعنى اللام التعليلية؛ أي: من أجل كل أمر قضاه الله تعالى في تلك الليلة. {سَلَامٌ}: خبر مقدم. {هِيَ}: مبتدأ مؤخر، والجملة مستأنفة واقعة في جواب السؤال المذكور سابقًا .. {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {سَلَامٌ}، وفيه إشكال، وهو الفصل بين المصدر ومعموله بالمبتدأ، والجواب أن الظروف والجار والمجرور يتوسع فيها ما لا يتوسع في غيرها، والأحسن كما قال الخطيب أن يتعلقا بمحذوف قدره الخطيب: يستمرون على التسليم من غروب الشمس حتى مطلع الفجر.
التصريف ومفردات اللغة
{فِي لَيْلَةِ الْقَدْر} والقَدْر - بسكون الدال - إما بمعنى العظمة والشرف من قولهم لفلان: قدر عند فلان؛ أي: منزلة ودرجة وشرف، أو بمعنى التقدير: وهو جعل الشيء على مقدار مخصوص ووجه مخصوص حَسَبما اقتضت الحكمة والمصلحة، سميت ليلة القدر بمعنى المنزلة والشرف إما باعتبار العامل فيها على معنى أن من أتى بالطاعة فيها صار ذا قدر وشرف، وإما باعتبار نفس العمل على معنى أن الطاعة الواقعة في تلك الليلة لها قدر وشرف زائد، قال أبو بكر الوراق: سميت ليلة القدر؛ لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر على رسول ذي قدر لأمة لها قدر، وسميت ليلة القدر بمعنى التقدير؛ لتقدير الأمور الواقعة في تلك السنة فيها؛ أي: لإظهار تقديرها للملائكة، وإلا فالتقدير نفسه أزلي أو بمعنى الضيق، قال الخليل: سميت ليلة القدر؛ أي: ليلة الضيق؛ لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة، فالقدر بمعنى الضيق،