فيمنع صعودها انتشار شعاعها لكثرة الملائكة، من لأنها لا تطلع في هذه الليلة بين قرني الشيطان، فإنها على ما جاء في بعض الأخبار: تطلع كل يوم بين قرني الشيطان، ويزيد الشيطان في بث شعاعها وتزيين طلوعها؛ ليزيد في غرور الكافرين، ويحسَّن في أعين الساجدين لها، ومن علامتها أيضًا على ما قيل: أنه يعذب الماء الملح تلك الليلة، وأما النور الذي يُرى ليلة القدر فهو نور أجنحة الملائكة، أو نور جنة عدن تُفتح أبوابها ليلة القدر، أو نور لواء الحمد الذي ينزل به جبريل عليه السلام.

وقرأ الجمهور (?): {مَطْلَعِ} - بفتح اللام - وقرأ أبو رجاء والأعمش وابن وثّاب وطلحة وابن محيصن والكسائي وأبو عمرو بخلاف عنه بكسرها، فقيل: هما مصدران في لغة بني تميم، وقيل: المصدر بالفتح، وموضع الطلوع بالكسر عند أهل الحجاز.

والمعنى (?): أي هذه الليلة التي حقها الخير بنزول القرآن، وشهود ملائكة الرحمن، ليلة كلها سلامة وأمن, وكلها خير وبركة من مبدئها إلى نهايتها، ففيها فرَّج الله تعالى الكرب عن نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وفتح له سبل الهداية والإرشاد.

الإعراب

{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}.

{إِنَّا}: ناصب واسمه. {أَنْزَلْنَاهُ}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر إن، وجملة {إن} مستأنفة استئنافًا نحويًا. {فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {أَنْزَلْنَاهُ}. {وَمَا} {الواو}: عاطفة. {ما}: اسم استفهام في محل الرفع مبتدأ. {أَدْرَاكَ}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {ما}، والكاف في محل النصب مفعول أول لـ {أدرى}، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الاستفهامية معطوفة على جملة {إن}. {ما}: اسم استفهام في محل الرفع مبتدأ. {لَيْلَةُ الْقَدْرِ}: خبر المبتدأ، والجملة المعلقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015