التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه قال: "من اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر".
وورد في فضل ليلة القدر: اثنان وعشرون حديثًا، عن عبد الله بن أنيس قال: كنت في مجلس لبني سلمة وأنا أصغرهم، فقالوا: من يسأل لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر؛ وذلك في صبيحة إحدى وعشرين من رمضان فخرجت، فوافيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أرسلني إليك رهط من بني سلمة يسألونك عن ليلة القدر، فقال: كم الليلة؟ فقلت: اثنتان وعشرون، فقال: هي الليلة، ثم رجع، فقال: من القابلة يريد ثلاثًا وعشرين. أخرجه أبو داود.
وذهب جماعة من الصحابة وغيرهم أن ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين، ومال إليه الشافعي أيضًا، وعن الصنابحي: أنه سأل رجلًا هل سمعت في ليلة القدر شيئًا؟ قال: أخبرني بلال مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنها في أول السبع من العشر الأواخر، وهذا اللفظ مختصر عن عبد الله بن أنيس قال: قلت يا رسول الله إن لي بادية أكون فيها، وأنا أصلي فيها بحمد الله، فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد، فقال: "أنزل ليلة ثلاث وعشرين"، قيل لابنه: كيف كان أبوك يصنع؟ قال: كان يدخل المسجد إذا صلى العصر فلا يخرج إلا لحاجة حتى تصلى الصبح فإذا صلى الصبح وجد دابته على باب المسجد فجلس عليها, ولحق بباديته أخرجه أبو داود، ولمسلم عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أريت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأراني أسجد صبيحتها في ماء وطين" قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانصرف، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه، ويحكى عن بلال وابن عباس والحسن أنها ليلة أربع وعشرين.
وعن ابن عباس قال: التمسوها في أربع وعشرين. أخرجه البخاري. وقيل: هي في ليلة خمس وعشرين، دليله قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" وقيل: هي ليلة سبع وعشرين، ويحكى ذلك عن جماعة من الصحابة منهم: أبي بن كعب، وابن عباس وإليه ذهب أحمد.
وعن زر بن حبيش قال: سمعت أبي بن كعب يقول: وقيل له: إن عبد الله بن مسعود يقول: من قام السنة أصاب ليلة القدر، قال أبيّ: والله الذي لا إله إلا هو