ثور: إنها تنتقل في العشر الأواخر من رمضان، وقيل: بل تنتقل في رمضان كله، وقيل: إنها في ليلة معينة لا تنتقل عنها أبدًا في جميع السنين ولا تفارقها، فعلى هذا هي في ليلة من السنة كلها، وهو قول ابن مسعود وأبي حنيفة وصاحبيه.
وروي عن ابن مسعود أنه قال: من يقم الحول يصبها، فبلغ ذلك عبد الله بن عمر، فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، أما إنه علم أنها في شهر رمضان، ولكن أراد أن لا يتكل الناس، وقال جمهور العلماء: إنها في شهر رمضان، واختلفوا في تلك الليلة، فقال أبو رزين العقيلي: في أول ليلة من شهر رمضان، وقيل: هي ليلة سبعة عشر، وهي الليلة التي كانت صبيحتها وقعة بدر، ويحكى هذا عن زيد بن أرقم وابن مسعود أيضًا والحسن، والصحيح الذي عليه الأكثرون: أنها في العشر الأواخر من رمضان. والله سبحانه وتعالى أعلم.
ذكر الأحاديث الواردة في ذلك
عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور العشر الأواخر من رمضان، ويقول: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" متفق عليه.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أريت ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلي فنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان" رواه مسلم.
وذهب الشافعي إلى أنها ليلة إحدى وعشرين.
وعن أبي هريرة أن أبا سعيد قال: اعتكفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العشر الأواسط، فلما كانت صبيحة عشرين نقلنا متاعنا، فأتانا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه وأنا أريت هذه الليلة ورأيتني أسجد في ماء وطين، فلما رجع إلى معتكفه هاجت السماء فمُطِرنا، فوالذي بعثه بالحق، لقد هاجت السماء من آخر ذلك اليوم وكان المسجد على عريش، ولقد رأيت على أنفه وأرنبته أثر الماء والطين" متفق عليه.
وفي رواية نحوه إلا أنه قال: حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة