ما تشتهيه وتستلذه من غير داعية الشرع.

{إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (4)} أصله: منتهيها بوزن مفتعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح؛ أي: إن منتهى علم وقت حصولها عند ربك لم يؤته أحدًا من خلقه.

{مَنْ يَخْشَاهَا} فيه إعلال بالقلب، أصله: يخشيها قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.

{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} أصله: يرأيونها، نقلت حركة الهمزة إلى الراء فسكنت، ثم حذفت للتخفيف، ثم قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح.

{لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} واللبث: الإقامة، والعشية: طرف النهار من آخره، والضحى: طرفه من أوله، وأصل عشية: عشيوة بوزن فعيلة، فلام الكلمة واو اجتمعت ساكنة مع الياء فقلبت ياء، وأدغمت فيها الياء.

البلاغة

وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3)}؛ حيث استعار {السابحات} للملائكة التي تسرع في نزولها من السماء إلى الأرض، أو الكواكب التي تسرع في سيرها لأنها حقيقة في الحيوانات السابحات في الماء بجامع السرعة في كل. وفيه أيضًا: التعميم بعد التخصيص لأن نزول الأولين إنما هو لقبض الأرواح مطلقًا، ونزول هؤلاء لعامة الأمور والأحوال. اهـ من "الروح".

ومنها: الإسناد المجازي في قوله: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)}؛ لأن المدبر حقيقة هو الله سبحانه وتعالى، ففيه إسناد الشيء إلى سببه.

ومنها أيضًا: الإسناد المجازي في قوله: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6)}، أي: النفخة الأولى: لأن النفخة كانت سببًا لرجف الأجرام الهادئة وحركتها، فجعل سبب الرجف راجفًا.

ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6)}.

ومنها: إضافة ما للشيء إلى جزئه في قوله: {أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9)}؛ حيث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015