[6]

يعني: الكافرين عاقبة التكذيب {ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)} يعني: المؤمنين عاقبة تصديقهم، وقيل: بالعكس، وقيل هو وعيد بعد وعيد، وقيل: المعنى: {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4)} عند النزع {ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)} عند البعث، كما مر.

6 - ثم شرع يبين عظيم قدرته، وآيات رحمته التي غفل عنها هؤلاء المنكرون مع أنها بين أعينهم في كل حين؛ ليعرفوا توحيده، ويؤمنوا بما جاء به رسوله، فقال:

1 - {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6)} والاستفهام (?) للتقرير بمعنى: جعلنا الأرض مهادًا، والمهاد: بمعنى البساط والفراش، أي: ألم نجعل الأرض بساطًا ممهودًا، وفراشًا مفروشًا لكم، تتقلبون عليها كما يتقلب الرجل على بساطه وفراشه؛ أي: قدرتنا على هذه الأمور المذكورة أعظم من قدرتنا على الإعادة بالبعث، والمهاد: الوطاء والفراش، كما في قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} و {مِهَادًا}: مفعول ثان لـ {جَعَلَ} إن كان الجعل بمعنى التصيير، وحال مقدرة إن كان بمعنى الخلق، وجوز أن يكون جمع مهد، ككعاب وكعب، وجمعه لاختلاف أماكن الأرض من القرى والبلاد وغيرها، أو للتصرف فيها بأن يجعل بعضها مزارع، وبعضها مساكن إلى غير ذلك.

والجملة الاستفهامية مستأنفة مسوقة لتحقيق النبأ، والمتساءل عنه بتعداد بعض الشواهد الناطقة بحقيته إثر ما نبه عليها بما ذكر من الردع والوعيد، ومن هنا اتضح أن المتساءل عنه هو البعث لا القرآن، أو نبوة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قيل؛ لأن هذا الدليل إنما يصلح للاستدلال به على البعث.

وقرأ الجمهور {مِهَادًا} قال ابن الشيخ: المهاد: مصدر ماهدت بمعنى مهدت كسافرت بمعنى: سفرت، أطلق على الأرض الممهودة. وقرأ مجاهد (?) وعيسى وبعض الكوفيين: {مهد} بفتح الميم وسكون الهاء، والمعنى: أنها كالمهد للصبي، وهو ما يمهد له فينوم عليه تسمية للممهود بالمصدر، ولم ينسب ابن عطية عيسى في هذه القراءة. وقال ابن خالويه: مهدًا على التوحيد عند مجاهد وعيسى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015