ومنها: الكناية في قوله: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)} لأنه كناية عن الإهانة والإذلال والاستيلاد؛ إذ صار كالبهيمة لا يملك الدفع عن وسمه في الأنف، وإذا كان الوسم في الوجه شيئًا فكيف به في أكرم عضو فيه؟ وقد قيل: الجمال في الأنف، قال بعضهم:
وَحُسْنُ الْفتى فِي الأَنْفِ وَالأَنفُ عَاطِلٌ ... فَكَيْفَ إِذَا مَا الْخَالُ كَانَ لَهُ حَلْيا
وجعلها الرازي استعارة، استعار الخرطوم للأنف؛ لأنَّ الخرطوم حقيقة في أنف الفيل والخنزير، فاستعير لأنف الإنسان. وفي "السمين": وهو هنا عبارة عن الوجه كله من التعبير عن الكل باسم الجزء، لأنّه أظهر ما فيه وأعلاه، فيكون مجازًا مرسلًا.
ومنها: الطباق بين {ضَلَّ} و {الْمُهْتَدِينَ}، وبين {المُسْلِمِينَ} و {الْمُجْرِمِينَ}.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ}.
ومنها: تنكير {طَائِفٌ} للإبهام تعظيمًا لما أصاب جَنَّتهم.
ومنها: التشبيه في قوله: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20)}.
ومنها: التقريع والتوبيخ في قوله: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37)} والجمل التي بعدها.
ومنها: التشبيه المقلوب بجعل المشبه به مشبّهًا والعكس في قوله: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35)}؛ لأنّ الأصل: أفنجعل المجرمين كالمسلمين في الأجر والمثوبة، فقلب التشبيه ليكون أبلغ وأروع.
ومنها: تقدم الخبر على المبتدأ في قوله: {كَذَلِكَ العَذَابْ} لإفادة الحصر.
ومنها: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في قوله: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} لتأكيد الرد وتشديده.
ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} على ما قالوا: شبهت حال من اشتد عليه الأمر في الموقف بالمخدّرات اللاتي اشتد عليهنّ الأمر، فاحتجن إلى تفسير سوقهنّ في الهرب بسبب وقوع أمر هائل بالغ إلى نهاية الشدّة مع أنّهنّ لا يخرجن من بيوتهنّ، ولا يبدين زينتهن لغير محارمهنّ لغاية خوفهنّ، وزوال