[40]

[41]

وعبارة الخازن هنا: معناه: ألكم عهود ومواثيق مؤكَّدة عاهدناكم عليها فاستوثقتم بها منا إلى يوم القيامة؛ أي: لا تنقطع تلك الأيمان والعهود إلى يوم القيامة إن لكم في ذلك العهد لما تحكمون لأنفسكم من الخير والكرامة عند الله تعالى، انتهى.

وقوله: {إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ} جواب القسم، وقيل: قد تمّ الكلام عند قوله: {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ثم ابتدأ فقال: {إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ} أي: ليس الأمر كذلك.

وقرأ الجمهور (?): {بَالِغَةٌ} بالرفع على النعت لـ {أَيْمَانٌ}. وقرأ الحسن وزيد بن علي بنصبها على الحال من {أَيْمَانٌ}؛ لأنّها قد تخصصت بالوصف، أو من الضمير في {لَكُمْ}، أو من الضمير في {عَلَيْنَا}. وقرأ الأعرج {إن لكم علي} كالتي قبلها على الاستفهام.

والمعنى: أم معكم عهود منا مؤكدة لا نخرج من عهدتها إلى يوم القيامة على أنه سيحصل لكم كل ما تهوون وتشتهون.

وخلاصة ذلك: أم أقسمنا لكم قسما على أنَّ لكم كل ما تحبون.

40 - ثم طلب إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يسألهم على طريق التوبيخ والتقريع، فقال: {سَلْهُمْ} أمر من (?) سأل يسأل بحذف العين وهمزة الوصل. وهو تلوين للخطاب وتوجيه له إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسقاطهم عن درجة الخطاب؛ أي: سل يا محمّد هؤلاء المشركين مبكتًا لهم {أَيُّهُمْ بِذَلِكَ} الحكم الخارج عن المعقول {زَعِيمٌ}؛ أي: كفيل متصدٍّ لتصحيحه كفيل لهم بأنَّ لهم في الآخرة ما للمسلمين فيها. والزعيم: هو القائم بالدعوى وإقامة الحجة عليها؛ أي: قل لهم: من الكفيل لهم بتنفيذ هذا الحكم الخارج عن الصواب.

41 - {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ}؛ أي: بل ألهم ناس يشاركونهم في هذا الرأي والقول الفاسد، ويذهبون مذهبهم، وهو التسوية بين المسلمين والمجرمين في الآخرة. وإن كان الأمر كذلك {فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ} وموافقيهم في هذا الرأي القبيح {إنْ كَانُوا صَادِقِينَ} في دعواهم، وقولهم هذا، إذ لا أقل من التقليد. وهو أمر تعجيز،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015