[25]

[26]

المذكورة إنما هو لإثبات هذا المطلوب.

والمعنى: قل لهم يا محمد منبهًا على خطئهم: إن ربكم هو الذي برأكم في الأرض وبثكم في أرجائها على اختلاف ألسنتكم وألوانِكم وأشكالكم وصوركم، ثم يجمعكم كما فرقكم، ويعيدكم كما بدأكم للحساب والجزاء، فيجزي كل نفس بما كسبت إنه سريع الحساب.

25 - وبعد أن ذكر أن إليه المرجع والمآب .. أردفه بذكر مقالة الكافرين المنكرين لذلك، فقال: {ويقُولُونَ} أي: ويقول المشركون من فرط عنادهم واستكبارهم، أو بطريق الاستهزاء كما دل عليه لفظ {هَذَا} في قوله: {مَتَى هَذَا الْوَعْدُ}؛ أي: متى الحشر الموعود؟ كما ينبىء عنه قوله تعالى: {وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}، فالوعد بمعنى الموعود، والمشار إليه: الحشر، وقيل: ما خوفوا به من الخسف والحاصب، واختيار (?) لفظ المضارع في قوله: {وَيَقُولُونَ} إما لأن المقصود بيان ما يوجد من الكفار من هذا القول في المستقبل، وإما لأن المعنى: وكانوا يقولون. {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} فيما تخبرونه من الحشر، يخاطبون به النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين، حيث كانوا مشاركين له - صلى الله عليه وسلم - في الوعد وتلاوة الآيات المتضمّنة له، وجواب الشرط محذوف تقديره: إن كنتم صادقين فيما تخبرونه من مجيء الساعة والحشر فبينوا وقته.

26 - {قُلْ} لهم يا محمد {إِنَّمَا الْعِلْمُ} بوقته كائن {عِنْدَ اللَّهِ} الذي قدر الأشياء، ودبر الأمور، لا يطلع عليه غيره. {وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِين} أي: مخوف ظاهر بلغة تعرفونها، ومظهر للحق كاشف عن الواقع، أنذركم وقوع الموعود لا محالة، وأما العلم بوقت وقوعه فليس من وظائف الإنذار، قال يحيى بن معاذ رضي الله عنه: أخفى علمه في عباده وعن عباده، وكل يتبع أمره على جهة الاشتباه لا يعلم ما سبق له، وبماذا يختم له، وذلك قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ ...} إلخ.

ومعنى الآيتين (?): ويسألون الرسول استهزاء وتهكُّمًا متى يقع ما تعدنا به مِنَ الخسف والحاصب في الدنيا والحشر والعذاب في الآخرة، إن كنت صادقًا فيما تدعي وتقول، فأمر رسوله أن يجيبهم بأن علم ذلك عند بارىء النسم، فقال: قل يا محمد: إنما علم ذلك على وجه التعيين عند ربي لا يعلمه إلا هو، وقد أمرني أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015