النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهن ثيب إلا واحدة، وأفضلهن خديجة، وهي ثيب. فتكون هذه القبلية من قبلية الفضل والزمان أيضًا؛ لأنه تزوج الشيب منهن قبل البكر.

ثم إن المراد من الإبدال أن يكون في الدنيا، كما أفاده قوله تعالى: {إِنْ طَلَّقَكُنَّ}؛ لأن نساء الجنة يكن أبكارًا، سواء كن في الدنيا ثيبات أو أبكارًا.

ومعنى الآية (?): أي عسى الله أن يعطيه - صلى الله عليه وسلم - بدلكن أزواجًا خيرًا منكن إسلامًا وإيمانًا، ومواظبة على العبادة، وإقلاعًا عن الذنوب، وخضوعًا لأوامر الرسول، بعضهن ثيبات وبعضهن أبكارًا، إن هو قد طلقكن.

والخلاصة: احذرن أيتها الأزواج من إيذاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتألب عليه والعمل على ما يسؤوه؛ فإنه ربما أحرج صدره فطلقكن، فأبدله الله من هو خير منكن في الدين والصلاح والتقوى وفي الشؤون الزوجية، فأعطاه بعضهن أبكارًا وبعضهن ثيبات.

ولا شيء أشد على المرأة من الطلاق، ولا سيما إذا استبدل خير منها بها.

ثم اعلم (?): أن في الآيات المتقدمة فوائد:

منها: أن تحريم الحلال غير مرضي، كما أن ابتغاء رضي الزوج بغير وجهه وجه ليس بحسن.

ومنها: أن إفشاء السر ليس في المروءة، خصوصًا إفشاء أسرار السلاطين الصورية والمعنوية لا يعفى، وكل سرّ جاوز الاثنين .. شاع؛ أي: المسر والمسر إليه، أو الشفتين.

ومنها: أن من الواجب على أهل الزلة التوبة والرجوع قبل الرسوخ واشتداد القساوة.

ومنها: أن البكارة وجمال الصورة وطلاقة اللسان ونحوها، وإن كانت نفاسة جسمانية مرغوبة عند الناس، لكن الإيمان والإسلام والقنوت والتوبة ونحوها نفاسة روحانية مقبولة عند الله، وشرف الحسب أفضل من شرف النسب، والعلم المديني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015