لم يكن هناك حراس يحرسون قراهم، وإلا .. هلكوا. {الْعَزِيزُ}؛ أي: الغالب على أمره. قال بعضهم: مِنْ عز، إذا غلب، فمرجعه القدرة المتعالية عن المعارضة والممانعة. أو من عن عزازة، إذا قل، فالمراد: عدم المثل، كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
{الْجَبَّارُ}؛ أي: الذي جبر خلقه على ما أراد وقسرهم عليه أي: قهرهم وأكرههم عليه. أو جبر أحوالهم أي: أصلحها. فعلى هذا يكون الجبار من الثلاثي لا من الإفعال. وجبر بمعنى أجبر لغة تميم وكثير من الحجازيين. واستدل بورود الجبار من يقول: إن أمثلة المبالغة تأتي من المزيد على الثلاثي، فإنه من أجبره على كذا أي: قهره. وقال الفراء: لم أسمع فعالًا من أفعل إلا في جبار ودراك، فإنهما من أجبر وأدرك.
{الْمُتَكَبِّرُ}؛ أي: الذي تكبر وتعظم عن كل ما يوجب حاجة أو نقصانًا، أو البليغ الكبرياء والعظمة. يعني: أن صيغة التفعل للتكلف بما لم يكن، فإذا قيل: تكبر وتسخى .. يدل على أنه يري ويظهر الكبر والسخاء، وليس بكبير ولا سخي. والتكلف بما لم يكن كان مستحيلًا في حق الله تعالى، وحمل على لازمه، وهو: أن يكون ما قام به من الفعل على أتم ما يكون وأكمله من غير أن يكون هناك تكلف واعتمال حقيقة. ومنه: ترحمت على إبراهيم؛ بمعنى: رحمته كمال الرحمة وأتممتها عليه. فإذا قيل: إنه تعالى متكبر .. كان المعنى: إنه البالغ في الكبر والعظمة أقصى المراتب.
{سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}؛ أي: تنزه ربنا عما يصفه به المشركون. {الْخَالِقُ}؛ أي: المقدر للأشياء على مقتضى الحكمة. {الْبَارِئُ}؛ أي: المبرز لها على صفحة الوجود بحسب السنن التي وضعها والغرض الذي خلقت له. {الْمُصَوِّرُ}؛ أي: الموجد للأشياء على صورها، ومختلف أشكالها، وألوانها كما أراد. فالتصوير آخرًا، والتقدير أولًا، والبرء بينهما. اهـ. "كرخي". وفي "المختار": وبرأ الله الخلق، من باب قطع؛ أي: خلقها. وفي "المصباح": وأصل الخلق: التقدير، يقال: خلقت الأديم للسقاء، إذا قدرته له. اهـ.
{لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}؛ أي: الأسماء الدالة على محاسن المعاني التي تظهر في مظاهر هذا الوجود. فنظم هذه الحياة وبدائع ما فيها دليل على كمال صفاته،