لجهله بمقامه عند الله، إلا أن يترتب على ذلك مصلحة دينية .. فللإنسان ذلك، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر"، أي: لا أفتخر عليكم بالسيادة، إنما الفخر بالعبودية، والفخر بالذات لا يكون إلا لله وحده، وأما الفخر في عباده .. فإنما للرتب، فيقال: صفة العلم أفضل من صفة الجهل، ونحو ذلك.

الإعراب

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ}.

{أَلَمْ}: {الهمزة}: للاستفهام التقريري التعجبي، {لم}: حرف نفي وجزم، {تَرَ}: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على محمد أو على أي مخاطب، مجزوم بـ {لم}، وعلامة جزمه: حذف حرف العلة، {إِلَى الَّذِينَ}: متعلق بـ {تَرَ}، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان ما جرى بين المنافقين واليهود. والرؤية هنا نظرية تتعدى بإلى {نَافَقُوا}: فعل وفاعل، صلة الموصول، {يقُولونَ}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة لبيان المتعجب منه، والتعبير بالمضارع لاستحضار صورة القول وتجدده. {لِإِخْوَانِهِمُ}: متعلق بـ {يقُولونَ}، {الَّذِينَ}: صفة {لِإِخْوَانِهِمُ} وجملة {كَفَرُوا} صلة {الَّذِينَ}، {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}: حال من {إخوانهم}، {لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ} إلى توده: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ}: مقول محكي لـ {يقُولونَ}. وإن شئت قلت: {اللام}: موطئة للقسم بصيغة اسم الفاعل؛ أي: مؤذنة وممهدة للقسم؛ لأنها آذنت بأن ما بعدها جواب للقسم لا جواب للشرط ومهدته له. {إنْ} حرف شرط جازم، {أُخْرِجْتُمْ}: فعل ونائب فاعل في محل الجزم بـ {إنْ} الشرطية، على كونه فعل شرط لها، وجواب الشرط محذوف، دل عليه جواب القسم، جريًا على القاعدة المشهورة عندهم من أنه إذا اجتمع شرط وقسم .. فالجواب للمتقدم منهما، وجواب المتأخر محذوف، تقديره: إن أخرجتم .. نخرج معكم. وجملة الشرط مع جوابه معترضة لا محل لها من الإعراب؛ لاعتراضها بين القسم وجوابه. {لَنَخْرُجَنَّ}: {اللام} لام القسم مؤكدة للأولى، {نخرجن}: فعل مضارع في محل الرفع لتجرده عن الناصب والجازم، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا يعود على المنافقين، تقديره: نحن. {مَعَكُمْ}: ظرف مضاف متعلق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015