ونحوها، حتى إن العاقر إذا ذكرته في كل يوم إحدى وعشرين مرة على صوم بعدَ الغروب وقبل الإفطار سبعة أيام .. زال عقمها، وتصور الولد في رحمها بإذن الله تعالى.

وقرأ عليٌّ وحاطب بن أبي بلتعة، والحسن وابن السميع (?): {المصوَّر} بفتح الواو ونصب الراء، على أنه مفعول به للبارىء، وأراد به جنس المصور؛ أي: الذي برأ المصور؛ أي: ميزه. وروي عن علي: فتح الواو وكسر الراء، على إضافة اسم الفاعل إلى المفعول، ونحو: الضارب الغلام.

{لَهُ} سبحانه وتعالى {الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}؛ أي: الأسماء الدالة على المعاني الحسنة والصفات الكاملة. و {الْحُسْنَى} صيغة تفضيل؛ لأنها تأنيث الأحسن؛ كالعليا، في تأنيث الأعلى. وتوصيف الأسماء بها للزيادة المطلقة، إذ لا نسبة لأسمائه إلى أسماء الغير، كما لا نسبة لذاته إلى ذوات الغير، وأسماء الله تعالى تسعة وتسعون على ما ورد في الحديث، كما سردها الترمذي في "صحيحه".

واعلم: أنه قال العلماء: الاسم هو اللفظ الدال على المعنى بالوضع. والمسمى: هو المعنى الموضع له، والتسمية: وضع اللفظ له أو إطلاقه عليه. وإطلاق الاسم على الله تعالى توقيفي عند البعض، بحيث لا يصح إطلاق شيء منه عليه تعالى إلا بعد أن كان واردًا في القرآن أو الحديث الصحيح. وقال آخرون: كل لفظ دل على معنى يليق بجلال الله وشأنه .. فهو جائز الإطلاق، إلا .. فلا.

ومن أدلة الأولين (?): أن الله عالم بلا مرية، فيقال له: عالم، وعليم، وعلام؛ لوروده في الشرع، ولا يقال له: عارف أو فقيه أو متيقن، إلى غير ذلك مما يفيد معنى العلم.

ومن أدلة الآخرين: أن أسماء الله تعالى وصفاته مذكورة بالفارسية والتركية والهندية والأرُمية وغيرها، مع أنها لم ترد في القرآن والحديث ولا في الأخبار، وأن المسلمين أجمعوا على جواز إطلاقها عليه بتلك اللغة، ومنها: أن الله تعالى قال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}. والاسم لا يحسن إلا لدلالته على صفات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015