قصورها {الْأَنْهَارُ} الأربعة: الماء، واللبن، والخمر، والعسل، حال كونهم {خَالِدِينَ فِيهَا}؛ أي (?): ماكثين فيها أبدَ الآباد لا يقرب منهم زوال، ولا موت، ولا مرض، ولا فقر، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "ينادي منادٍ: آن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وآن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وآن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وآن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا".

ثم ذكر السبب فيما أفاض عليهم من نعمه، فقال: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}؛ أي: قبل أعمالهم، وأفاض عليهم آثار رحمته العاجلة والآجلة. والرضى: ضد السخط. {وَرَضُوا عَنْهُ}؛ أي: فرحوا بما أعطاهم عاجلًا وآجلًا.

والمعنى (?): أي رضي الله عنهم، فأغدق عليهم رحمته العاجلة والآجلة، فأدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، ورضوا لابتهاجهم بما أوتوا عاجلًا وآجلًا، فإنهم لما سخطوا على الأقارب والعشائر في الله تعالى .. عوضهم بالرضا عنهم، وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم، والفوز العظيم، والفضل العميم.

ثم أشاد بتشريفهم فجعلهم جنده تعالى، فقال: {أُولَئِكَ} الموصوفون بالصفات السابقة {حِزْبُ اللَّهِ}؛ أي: جنده الذين يمتثلون أوامره، ويقاتلون أعداءه وينصرون أولياءه. وفي إضافتهم إلى الله سبحانه تشريف لهم عظيم وتكريم فخيم. {أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ} وأعوانه {هُمُ الْمُفْلِحُونَ}؛ أي: الناجون من المكروه والفائزون بالمحبوب، دون غيرهم المقابلين لهم من حزب الشيطان المخصوصين بالخذلان والخسران، وهو بيان لاختصاصهم بالفوز بسعادة النشأتين وخير الدارين.

والمعنى (?): أي هم الفائزون بسعادة الدنيا والآخرة، الكاملون في الفلاح، الذين صار فلاحهم هو الفرد الكامل حتى كان فلاح غيرهم بالنسبة إلى فلاحهم كَلَا فلاح.

الإعراب

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015