{وَأَطِيعُوا اللَّهَ} أصله: أطوعوا، بوزن أفعلوا، نقلت حركة الواو إلى الطاء، فسكنت إثر كسرة، فقلبت ياء حرف مد، والله أعلم.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: المجاز المرسل في قوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ}؛ لأنه مجاز عن (أجاب الله) بعلاقة السببية.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ}؛ لأن الشكوى حقيقة في فتح الشكوة، وإخراج ما فيها، وهي: سقاء صغير يجعل فيه ماء، ثم استعير لإظهار ما في قلب الإنسان من الغم والحزن، على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.
ومنها: الإتيان بصيغة المضارع في قوله: {وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} للدلالة على استمرار السمع حسب استمرار التحاور.
ومنها: التغليب في قوله: {تَحَاوُرَكُمَا} حيث نظمها في سلك الخطاب مع أفضل البريات تشريفًا لها؛ إذ القياس: يسمع تحاورها وتحاورك.
ومنها: صيغة المبالغة في قوله: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}، وفي قوله: {غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
ومنها: الإطناب في قوله: {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ} زيادة في التقرير والبيان.
ومنها: التنكير في قوله: {مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ} إفادة أنه منكر عند العقل والطبع، كما أنه منكر في الشرع.
ومنها: فن السلب والإيجاب في قوله: {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ}. وهو فن عجيب من فنون البلاغة، وهو: بناء الكلام على نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى. وفي الكلام هنا نفي لصيرورة المرأة أمًا بالظهار، وإثبات الأمومة للتي ولدت الولد.