الاجتماعية.
{وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}؛ أي: وكيف يفعلون ذلك، وقد أقمنا دلائل واضحات تبين معالم الشريعة، وتوضح حدودها، وتفصل أحكامها، وتبين سر تشريعها. فلا عذر لهم في مخالفتها، والانحراف عن سننها، {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ}؛ أي: وللجاحدين بتلك الآيات عذاب يذهب بعزهم وكبريائهم.
والخلاصة: أن لهؤلاء المحادين عذابًا في الدنيا بالخزي والهوان، وعذابًا في الآخرة في جهنم، وبئس القرار.
6 - والظرف في قوله: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ} منصوب (?) باذكر المقدر تعظيمًا لذلك اليوم وتهويلًا، أو بـ {مُهِينٌ} أو بما تعلق به اللام من الاستقرار، أو بـ {أَحْصَاهُ} المذكور بعده، والمراد به: يوم القيامة؛ أي: واذكر لقومك - يا محمد - أهوال يوم يحييهم الله فيه بعد الموت للجزاء {جَمِيعًا}؛ أي: كلهم، بحيث لا يبقى منهم أحد غير مبعوث، فيكون تأكيدًا للضمير، أو يبعثهم مجتمعين في حالة واحدة، فيكون حالًا منه. {فَيُنَبِّئُهُمْ}؛ أي: فيخبرهم {بِمَا عَمِلُوا} في الدنيا من الأعمال القبيحة، ببيان صدورها منهم أو بتصويرها في تلك النشأة بما يليق بها من الصور الهائلة على رؤوس الأشهاد، توبيخًا لهم وتخجيلًا لهم، وتشهيرًا لحالهم وتشديدًا لعذابهم، ولتكميل الحجة عليهم، وإلا .. فلا فائدة في نفس الإنباء لينبهوا على ما صدر منهم.
وجملة قوله: {أَحْصَاهُ اللَّهُ} مستأنفة (?) واقعة في جواب سؤال مقدر، كأنه قيل: كيف ينبئهم بأعمالهم على كثرتها واختلاف أنواعها، وهي أعراض منقضية متلاشية؟ فقيل: {أَحْصَاهُ اللَّهُ}؛ أي: أحصى الله سبحانه عمل عبده، وأحاط به عددًا، وحفظه كما عمله، لم يفت منه شيء، ولم يغب عنه. {وَ} الحال أنهم قد {نَسُوهُ}؛ أي: نسوا عملهم، ولم يحفظوه؛ لكثرته أو لتهاونهم حين ارتكبوه لعدم اعتقادهم المجازاة؛ أي: وجدوه حاضرًا مكتوبًا في صحائف أعمالهم. {وَاللَّهُ} سبحانه وتعالى {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}؛ أي: حاضر مطلع عليه، لا يغيب عنه أمر من