[25]

أخذوا بالنصوص، وسلكوا طريق اليقين، وتجاوزوا عن برازخ الظن والتخمين، وأثبتوا البعث والحشر والصراط والجنة والنار.

والمعنى: أي وما لهم بقصر الحياة على حياة الدنيا، ونسبة الإهلاك إلى الدهر علم يستند إلى عقل، أو نقل، وقصارى أمرهم: الظن والتخمين، من غير أن يكون لهم ما يتمسكون به من حجة نافذة.

وفي الآية إشارة، إلى أن القول بغير بينة ولا حجة، لا ينبغي أن يعول عليه، وأن اتباع الظن منكر عند الله تعالى.

25 - {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ}؛ أي: على منكري البعث {آيَاتُنَا} الناطقة بالحق، الذي من جملته البعث، حالة كونها {بَيِّنَاتٍ}؛ أي: واضحات الدلالة على ما نطقت، أو مبينات له، نحو قوله تعالى: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} وقوله: {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى} وغير ذلك: جواب {إِذَا}، وبه استدل أبو حيان، على أن العامل في {إِذَا} ليس جوابها؛ لأن {مَا} النافية لها صدر الكلام، واعتذر عن دخول الفاء في الجواب، بأنها خالفت أدوات الشرط في ذلك، فإنها لا بد من دخول الفاء فيها، نحو: إن تزرنا فما جفوتنا؛ أي: فما تجفونا. و {حُجَّتَهُمْ} بالنصب على أنه خبر {كَانَ}؛ أي (?): ما كان متمسكاتهم بشيء من الأشياء يعارضونها به {إِلَّا أَنْ قَالُوا}؛ أي: إلا قولهم عنادًا واقتراحًا {ائْتُوا بِآبَائِنَا}؛ أي: أحيوهم، وابعثوهم من قبورهم {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} في أنا نبعث بعد الموت، وقد سبق في سورة الدخان؛ أي: لا حجة لهم إلا هذا القول الباطل، الذي يستحيل أن يكون من قبيل الحجة؛ لأنها إنما تطلق على الدليل القطعي. وتسميته (?) حجة إما لسوقهم إياه مساق الحجة على سبيل التهكم بهم، أو لتنزيل التقابل منزلة التناسب للمبالغة، فأطلق اسم الحجة على ما ليس بحجة، من قبيل:

تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيْعُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015