الضحى قال: قرأ تميم الداري سورة الجاثية، فلما أتى على قوله: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} الآية، لم يزل يكررها ويبكي، حتى أصبح وهو عند المقام، وأخرج ابن أبي شيبة عن بشير مولى الربيع بن خشيم، أن الربيع كان يصلي، فمر بهذه الآية: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ} فلم يزل يرددها حتى أصبح، وكان الفضيل بن عياض يقول لنفسه إذا قرأها: ليت شعري من أي الفريقين أنت.
فلا يطمعن (?) البطال في ثواب العمال ولا الجبان في مقام الأبطال ولا الجاهل في مقام العالم ولا النائم في ثواب القائم، فعلى اجتهاد المرء يزيد أجره، وبقدر تقصيره ينحط قدره، وفي بعض الكتب السالفة: إن لله مناديًا ينادي كل يوم: أبناء الخمسين زرع دنا حصاده، أبناء الستين هلموا إلى الحساب أبناء السبعين ماذا قدمتم وماذا أخرتم؟ أبناء الثمانين لا عذر لكم، ليت الخلق لم يخلقوا, وليتهم إذا خلقوا علموا لماذا خلقوا وتجالسوا بينهم، فتذكروا ما عملوا، ألا أتتكم الساعة فخذوا حذركم.
وفي الخبر: "إذا أراد الله سبحانه بعبد خيرًا، بعث إليه ملكًا من عامه الذي يموت فيه، فيسدده، وييسره، فإذا كان عند موته أتاه ملك الموت، فقعد عند رأسه فقال: يا أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، فذلك حين يحب لقاء الله، ويحب الله لقاءه، وإذا أراد بعبد شرًا بعث إليه شيطانًا من عامه الذي يموت فيه، فأغواه، فإذا كان عند موته، أتاه ملك الموت، فقعد عند رأسه، فيقول: يا أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب، فتفرق في جسده، فذلك حين يبغض لقاء الله، ويبغض الله لقاءه"، ويقال: إذا أراد الله أن ينقل العبد من ذل المعصية إلى عن الطاعة، آنسه بالوحدة، وأغناه بالقناعة، وبصره بعيوب نفسه، فمن أعطي ذلك، فقد أعطي خير الدنيا والآخرة.
وعن أبي بكر الوراق رحمه الله تعالى: طلبنا أربعةً فوجدناها في أربعة، وجدنا رضي الله في طاعة الله تعالى، وسعة العيش في صلاة الضحى، وسلامة