[64]

عثمان - رضي الله عنه - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تفسير قوله تعالى: {مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، فقال: "يا عثمان، ما سألني عنها أحد قبلك، مقاليد السموات والأرض: "لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله وبحمده، وأستغفر الله الذي لا إله إلا هو، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، بيده الخير، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير".

والمعنى على هذا: إن لِلَّه هذه الكلمات، يوحد بها ويمجد بها، وهي مفاتيح خير السموات والأرض، من تكلم بها .. أصابَهُ خيرهما، أخرجه أبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه.

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ} - سبحانه - التنزيلية والتكوينية، المنصوبة في الآفاق والأنفس، الناطقة بكونه تعالى خالقًا للأشياء كلها، وكونه مالكًا مقاليد السموات والأرض بأسرها. {أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} خسرانًا (?) لا خسران وراءه؛ لأنهم اختاروا العقوبة على الثواب، وفتحوا أبواب نفوسهم بمفتاح الكفر والنفاق، نسأل الله سبحانه أن يجعلنا ممن ربحت تجارته، لا ممن خسرت صفقته.

قال البيضاوي (?): وهذا كلام متصل بقوله: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا} وما بينهما: اعتراض للدلالة على أنه مهيمن على العباد، مطلع على أفعالهم، مجاز عليها، وتغيير النظم للأشعار بأن العمدة في فلاح المؤمنين فضل الله، وفي هلاك الكافرين بأن خسروا أنفسهم، وللتصريح بالوعد، والتعريض بالوعيد قضية للكرم، أو بما يليه، والمراد بآيات الله، دلائل قدرته واستبداده بأمر السموات والأرض، أو كلمات توحيده وتمجيده، وتخصيص الخسار بهم؛ لأن غيرهم ذو حظ من الرحمة والثواب. انتهى.

64 - والهمزة في قوله: {قُلْ} أيها الرسول {أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ} للاستفهام الإنكاري (?) التوبيخي، داخلة على محذوف، كنظائره فيما سبق، و {الفاء}: عاطفة على المحذوف، و {غَيْرَ اللَّهِ}: منصوب بـ {أَعْبُدُ}، و {أَعْبُدُ}: معمول لـ {تَأْمُرُونِّي} على تقدير أن المصدرية، فلما حذفت .. بطل عملها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015